من بركات رسول الله صلی الله عليه وسلم وهي كثيرة جليلة يقظة ومناما
18 نوفمبر 2016استمعوا لهذه القصة وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله
19 نوفمبر 2016حِفْظُ اللِّسَانِ مَطْلُوبٌ
حِفْظُ اللِّسَانِ مَطْلُوبٌ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الأَقْوِيَاءِ، وَمِمَّا يُرْوَى عَنْهُ مِنَ الْحِكَايَاتِ الطَّيِّبَةِ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ سَائِرًا مَعَ هَؤُلاءِ الْجَمَاعَةِ الْحَوَارِيِّينَ فَأَتَوْا عَلَى جِيفَةِ كَلْبٍ أَنْتَنَتْ فَهَؤُلاءِ الَّذِينَ مَعَهُ أَخَذُوا بِآنَافِهِمْ حَتَّى اجْتَازُوا الْكَلْبَ، أَمَّا سَيِّدُنَا عِيسَى لَمْ يَفْعَلْ، فَقَالُوا بَعْدَ أَنْ تَجَاوَزُوا هَذِهِ الْجِيفَةَ مَا أَشَدَّ نُتْنَ هَذَا الْكَلْبِ، فَقَالَ عِيسَى مَا أَشَدَّ بَيَاضَ أَسْنَانِهِ، فَقَالُوا لَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ هَذَا، فَقَالَ أُرِيدُ أَنْ لا أُعَوِّدَ لِسَانِي الذَّمَّ، يَعْنِي الْكَلامَ الْقَبِيحَ الَّذِي لا خَيْرَ فِيهِ أُرِيدُ أَنْ أُعَوِّدَ لِسَانِي تَجَنُّبَهُ، حِفْظُ اللِّسَانِ مَطْلُوبٌ، هَذَا سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَّمَهُمْ بِهَذَا حِفْظَ اللِّسَانِ.
وروى الحافظُ البيهقي في كتابِ الآداب عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أنه قال (مَن ضَمِنَ لي مَا بَينَ لَحيَيهِ وَرِجلَيهِ ضَمِنةُ لَهُ الجنَّة) معنى هذا الحديث أَنَّ مَن حَفِظَ ما بينَ لحييهِ أَي لسانه وَما بينَ فَخِذَيهِ أَي فَرجه، فإنَّ النبيَّ يضمنُ لهُ الجنةَ، النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ ذِكرَ حِفظِ اللسانِ لأنَّ اللِّسانَ هو أكثرُ الجوارِحِ وأكثرُ الأعضاءِ ذنوبًا، فذنوبُ اللسانِ تزيدُ على ذنوبِ الفرجِ أضعافًا مضاعفةً إلى حدٍّ بعيدٍ، ذنوبُ الفرجِ قليلَةٌ بالنسبةِ لذنوبِ اللسان، لذلك قَدَّمَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ذكرُ حفظُ اللسان، معاصي اللسانِ هي أكثرُ المعاصي التي يفعلُها الإنسانُ كما ثبتَ في الحديثِ (أكثرُ خطايا ابنِ ءادَمَ مِن لِسَانِهِ) والحديثُ صَحيح رواهُ الطبراني عَن عبدِ اللهِ بنِ مَسعود عَن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.