سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَقِيلَ مَدَنِيَّةٌ وَهِىَ ثَمَانِ ءَايَات
18 سبتمبر 2021سُورَةُ الْعَلَق مَكِّيَّةٌ بِالإِجْمَاعِ وَهِىَ تِسْعَ عَشْرَةَ ءَايَةً
20 سبتمبر 2021لفظ الساتر والستار لم يردا في تعداد أسماء الله الحسنى في القرآن ولا في الحديث ولكن يجوز تسمية عبد الساتر وعبد الستار
تنبيه مهم
بعض الناس ينشر شيئاً فاسداً، يقولون إن من قال يا ساتر فقد أشرك لأن كلمة ساتر على زعمهم اسم شيطان، وكلامهم هذا ضلال من أوجه لأن فيه تكفيراً للمسلم الذي يقول يا ساتر يريد يا الله، والصحيح أن الساتر ليس من أسماء الشيطان ومن يكفّر قائله هو الخبيث الضالّ نسأل الله السلامة.
لا يوجد في كتب اللغة ولا الشريعة أن ساتر من أسماء الشيطان بل قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْر، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَستَتِر) رواه البيهقي، فليستتر أي عن أعين من لا يحلّ له النظر إليه.
قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات (وقوله ستير يعني أنه ساتر يستر على عباده كثيراً ولا يفضحهم في المشاهد، ومعنى كلامه أن بعض الناس الله يسترهم يوم القيامة، فهنا الإمام البيهقي استعمل لفظ ساتر.
وفي مسند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه (حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ بِشَيْءٍ).
فلفظ الساتر والستار لم يردا في تعداد أسماء الله الحسنى في القرآن ولا في الحديث الشريف ولكن يجوز تسمية عبد الساتر وعبد الستار وهذا من باب الوصف وفيه مدح لله تعالى ويوجد في الحديث (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِى حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِى حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري.
قال الحافظ الفقيه أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال المالكي (المتوفى 449 هـ) قوله عليه السلام (المسلم أخو المسلم) من قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة، وقوله (لا يظلمه ولا يسلمه) فإن الله حرم قليل الظلم وكثيره، وقوله (لا يسلمه) مثل قوله عليه السلام (انصر أخالك ظالمًا أو مظلومًا) وباقى الحديث حض على التعاون، وحسن التعاشر، والألفة، والستر على المؤمن، وترك التسمع به، والإشهار لذنوبه، وقد قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) وهذا حديث شريف يحتوى على كثير من آداب الإسلام، وفيه أن المجازاة قد تكون فى الآخرة من جنس الطاعة فى الدنيا، وقال ابن المنذر ويستحب لمن اطلع من أخيه المسلم على عورة أو زلة توجب حدا أو تعزيرًا أو يلحقه فى ذلك عيب أو عار أن يستره عليه رجاء ثواب الله ويجب لمن بلى بذلك أن يستتر بستر الله فإن لم يفعل ذلك الذى أصاب الحد وأبدى ذلك للإمام وأقر بالحد لم يكن آثمًا لأنا لم نجد فى شىء من الأخبار الثابتة عن النبى عليه السلام أنه نهى عن ذلك بل الأخبار الثابتة دالة على أن من أصاب حدا وأقيم عليه فهو كفارته).
وقال الحافظ ابن بطال قوله صلى الله عليه وسلم (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى ظِلِّهِ) معناه يسترهم فى ستره ورحمته، تقول العرب أنا فى ظل فلان أى فى ستره وكنفه.
وفي الأربعين البلدانية للحافظ ابن عساكر قال عن الله (القوي المتين الإله الفاطر الغافر الساتر الغني…) إلى آخر كلامه.