عذاب القبر
25 أكتوبر 2018الوهابية يقولون (تقليد المذاهب من الشرك) فيكونون بذلك كفّروا كلّ الأمّة الإسلامية
26 أكتوبر 2018العقل السليم يقول الله كان موجودًا قبل وُجود هذه المخلوقات
لصاحب العقل السليم، انتشر عند البعض في هذا الزمان ومن أبناء المسلمين ما هو خلاف عقيدة المسلمين، أرجوكم نشر هذه الدروس لغيركم، أرسلها لينتفع بها أيضا غيرك، وفقكم الله تعالى.
أليسَ الله خلق السماء؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق العرش؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق الجهات الست والتي هي (فوق، تحت، يمين، شمال، أمام، خلف)؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق الكرسيّ؟
الجواب: بلى،
أليسَ الله خلق المكان؟
الجواب: بلى،
العقل السليم يقول الله كان موجودًا قبل وُجود هذه المخلوقات بلا جهة وبلا عرش وبلا كُرسيّ وبلا مكان و بلا سماء وهذا ليس نفيًا لوجود الله، العقل السليم يقول كما صح وجود الله قبل خلق المكان بلا مكان فهو بعد خلق المكان مازال لا يحويه مكان والله لا يتغيّر من حالٍ إلى حال، فلا زال تعالى كما كان، موجودٌ بلا جهة وبلا مكان وبلا عرش وبلا كرسيّ وبلا سماء وبلا جهة، والله لا يحتاجُ لشىءٍ من خلقه.
والدليل من القرءان على أن الله لا يحتاج إلى المكان، قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) سورة الشورى، وقوله تعالى (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) سورة الإخلاص، ومن الحديث قول النبيِّ عليه الصلاة والسلام (كان الله ولم يكن شىء غيره) رواه البخاري رحمه الله، ومن أقوال العلماء كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ما نصُّه (إنَّه تعالى كانَ ولا مَكَان، فخَلَقَ المكانَ، وهو على صفةِ الأزليةِ كما كانَ قبلَ خَلْقِه المكان، لا يجوزُ عليهِ التغيّرُ في ذاتِه ولا التبديلُ في صفاتِه) نقله عنه الزبيديّ في كتاب إتحافِ السادةِ المتقين.
وقال المفتي المالكي العلامة الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الله المُكنِي الطرابلسي (1) (ت 1101 ھ) مفتي طرابلس الغرب ليبيا ووالده وجده كذلك، في مقدمة كتابه وهو مخطوط شُكر المنّه في نصر السُّنّة ذَكر عقيدة أهل السنة وبدأها بقوله عقيدة أهل السنة على سبيل الاختصار من كلام العلماء الأخيار، قال فيها في تنزيه الله تعالى ما نصه (لا يحُده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرض ولا السماوات، وقال أيضًا تعالى أن يحويه مكان، وتقدس أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق المكان والزمان) وبعد أن سرد هذه العقيدة قال ما نصه (فمن اعتقد جميع هذا كان من أهل الحق والسُنة وخالف أهل الضلال والبدعة).
وقال قاضي الصحراء أبو بكر (2) محمد بن الحسن المُرادي الحضرمي القيرواني ثم الموريتاني (ت 489 ھ) في عقيدته ما نصه (اعلم أنه لا يُسأل (عنه) سبحانه بكيف (لأنه لا مثل له) ولا بما (لأنه لا جنس له) ولا بمتى (لأنه لا زمان له) ولا بأين (لأنه لا مكان له).
وقال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي (3) المالكي البجائي الجزائري (المتوفى سنة 768 هـ) في مقدمته (المقدمة الوغليسية) قال في تنزيه الله تعالى ما نصه (ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، منزه عن التركيبات والتحديدات والتقديرات وعن صفات المتحيزات ولواحق المحدثات، وهو خالق الموجودات وما يجري عليها من التبديلات والتغييرات، واحد لا شريك له (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
العالم الليبي الشيخ حسن ابن الحاج عمر السيناوني (4) المالكي (المتوفى سنة 1347 ھ) في كتابه الأصل الجامع لإيضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع قال في حق الله تعالى ما نصه (ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض لأنه تعالى منزه عن الحدوث لأنه واجب الوجود لذاته وهذه حادثة (أي الجسم والجوهر والعرض) وقال أيضًا (هو موجود وحده سبحانه قبل المكان والزمان فهو منزه عنهما).
وقال أهل السنة من شبه الله بخلقه وجعل له مكانًا أو جهة أو شكل أو هيئة أو صورة أو كيفية أو وصفه بالجلوس والحركة والسكون والانتقال فقد كفر ويجب عليه التشهد للرجوع إلى الإسلام بقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمدًا رسول الله.
(1) المكنى أحْمَد بن مُحَمَّد الطرابلسي المغربي الْمُفْتى المالكى الزَّاهِد يعرف بالمكنى ولد سنة 1042 وَتوفى فِي حُدُود سنة 1100 مائَة وألف صنف شكر المنة فِي نصر السّنة.
(2) في القرن الخامس الهجري ولد القاضي المُرادي في القيروان وتلقى تعليمه الأولي فيها ثم دخل بلاد الأندلس وانتقل في زمن دولة المرابطين إلى آزوكي في صحراء موريتانيا حيث تولى القضاء وعُرف بقاضي الصحراء كان رجلا نبيها عالما وإماما في أصول الدين وكانت وفاته في هذه المدينة سنة 489 ھ، وقبره فيها يزار إلى الآن.
(3) اعتنى أهل العلم بكتاب المقدمة الوغليسية فتجلى ذلك في ما سجَّلته كتب التراجم والفهارس من شروح عليها حيث تهافت العلماء لشرحها مما ساعد على شهرتها وانتشارها وكانت وفاة الشيخ أبي زيد الوغليسي في سنة 786 هـ وقد تم دفنه في بجاية في الجزائر ومن تلاميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي صاحب الجواهر الحسان في تفسير القرآن رحمهما الله ونفعنا ببركاتهم ءامين.
(4) الشيخ حسن ابن الحاج عمر السيناوني تنحدر أصوله من بلدة سِيناوِن التي تقع غرب ليبيا قدم إلى جامع الزيتونة في تونس وبقي فيه لمدة تربو على أربعين عاما حافلة بطلب العلم والتدريس أفاد وأجاد وانتفع به من درسوا على يديه منهم أعلام من أهم علماء شمال إفريقية كما تولى وظائف في القضاء وإمامة جامع الزّينونة.