توسّل الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر المالكي التونسي برسول الله صلّى الله عليه وسلّم
3 نوفمبر 2016من كلام القاضي ابن فرحون المالكي في ترجمة الإمام الأشعري رضي الله عنهما
3 نوفمبر 2016مَالِكٌ أَسَانِيدُ الحَدِيثِ تَدُورُ عَلَيهِ
قال ابن الصلاح وروينا عن أبي بكر الأثرم قال سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر أن يقول لا أدري وذلك من أعرف الأقاويل فيه، وبلغنا عن الهيثم بن جميل قال شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها لا أدري، وعن مالك أيضًا أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب عن واحدة منها، وكان يقول من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يَعرض نفسه على الجنة والنار وكيف يكون خلاصه في الآخرة ثم يجيب فيها.
وعنهُ أنّه سُئل في مَسئَلةٍ فقَالَ لا أَدري فقِيلَ لهُ إنّها مَسئَلةٌ خَفِيفَةٌ سَهلَةٌ فغَضِبَ وقالَ ليسَ في العِلم شَىءٌ خَفِيفٌ أمَا سمِعتَ قَولَه جَلّ ثناؤه (إنّا سَنُلقِي علَيكَ قَولًا ثَقِيلا) فالعِلمُ كُلُّهُ ثَقِيلٌ وبخَاصّةٍ مَا يُسأَلُ عَنه يومَ القِيَامَةِ، وقالَ إذَا كانَ أَصحَابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تَصْعُبُ علَيهِمُ المسَائلُ ولا يُجِيبُ أحَدٌ مِنهُم في مَسئَلَةٍ حتى يَأخُذَ رَأيَ صَاحبِه مع مَا رُزقُوا مِنَ السّدَادِ والتّوفِيق مع الطّهَارَة فكَيفَ بِنا الذينَ غَطّت الخَطَايا والذّنُوبُ قُلُوبَنا.
وَسألَ رجلٌ مَالِكًا رضيَ الله عنه عن مسألةٍ وذَكَرَ أنّه أُرْسِلَ فيها مِن مَسِيْر سِتّة أَشْهُرٍ مِن المَغْرِب، فقال له مالِك أَخْبِر الذِي أَرْسَلَكَ أنّه لا عِلْمَ لي بِها، قال ومَن يَعْلَمُها؟ قال مَن عَلَّمَه الله.
الإمَامُ مَالِكٌ كانَ بَحْرًا فِي الحَدِيثِ، لَو أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ كُلَّ مَا يَحْفَظُهُ لكَانَ المُوَطَّأ أَوْسَع مِن مُسْنَدِ أَحْمَدَ، الأحَادِيثُ التِي تُوْهِمُ الجِسْمِيَّةَ للهِ تَرَكَهَا مَا ذَكَرَها (أحاديث مسند أحمد كما قال السيوطي في تدريب الراوي هي أربعون ألفًا ومِنها حوالي عشرة ءالاف مكرَّرة).
الإمامُ مَالِكٌ والإمامُ أَبُو حَنِيفَةَ والإمَامُ الشَّافِعِيُّ كانَ هَمُّهُم الاسْتِنْبَاطَ، لِذَلِكَ مَا تَوَسَّعُوا فِي الرِّوَايَةِ مِثْلَمَا تَوَسَّعَ أَحْمَدُ، مَالِكٌ لَو أَرَادَ أنْ يَذْكُرَ كُلَّ مَا يَحْفَظُ لَأَلَّفَ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا مِن كَثْرَةِ مَا يَحْفَظُ لَكِنَّهُ اقْتَصَرَ علَى غَيْرِ ما يُوْهِمُ التَّجْسِيمَ إلا حَدِيثَ النُّزُولِ فَإِنَّه أَوْرَدَه لِكَثْرَةِ طُرُقِهِ وَصِحَّتِها وَهُو حَدِيثٌ مُتَوَاتِرٌ، مَالِكٌ أَسَانِيدُ الحَدِيثِ تَدُورُ عَلَيهِ.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.