فصل الخطاب في مسئلة النقاب
2 نوفمبر 2016رؤية الله في الآخرة (فَيُرَى سبحانه لا في مكانٍ ولا جهةٍ ولا باتصال شعاعٍ ولا ثبوت مسافةٍ بين الرائيين وبينه تعالى بل على الوجه الذي يليق بقدسيته وجلاله سبحانه)
2 نوفمبر 2016مقام الإحسان
مقام الإحسان أعلى مقام وأعلى مرتبةٍ في الدين، ثم هذا المقام درجات أدنى وأعلى، المرتبة العليا أبو بكر مقدَّمُها، لا يوجد بعد الأنبياء في البشر أعلى من أبي بكرٍ زُهدًا وتواضعًا وخوفًا من الله وحضورَ قلبٍ وجَرأةً في قول الحق، فهو أعلى مسلمٍ في مقام الإحسان بعد الأنبياء، ثم دونه مراتب، وكل من وصل إلى هذا المقام فهو دائم الحضور، أي حضور القلب بالخشية من الله وتعظيمه كأنهم يرونه، مع أنهم لا يرونه يخشونه كأنهم يرونه هذا مقام الإحسان، فإذا وصل الإنسان إلى مقام الإحسان تكون العبادة لذة له، لذلك بعض الأولياء إذا دخلوا في الصلاة يطيلون، سيدنا عثمان رضي الله عنه ختم القرءان في ركعة واحدة من شدة ما كان يجد من اللذة والفرح والسرور، هؤلاء أهل مقام الإحسان.
أحد الأولياء من شدة محبته للصلاة خرج إلى خارج المنزل إلى مكان مثل الغابة فيه أشجار وصار يصلى هناك ليتملّى من الصلاة، فبينما هو على هذا الحال أخذه الحال فبقي واقفًا شهرين لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرك كأنه خشبة، بعض الناس صاروا يأتونه بالطعام بالعسل ونحوه يقولون لعله يستريح بالليل فيأكل وهو لا يلتفت إليهم ولا يشعر بهم، فإذا عادوا في اليوم الثاني وجدوا الطعام كما هو، ثم بعد شهرين رحل من تلك الأرض، من شدة ما كان يجد من اللذة والفرح دخل في الصلاة وغاب.
شخص قال لأراقبنَّه الليل كله لعله يستريح في الليل قال فمكثت الليل كله عنده أراقبه فما وجدته يتحرك ثم إن هذا الولي بعد هذا الاستغراق الذي حصل له ذهب إلى مكان ءاخر وعاش هناك وانتفع به الناس، استغرق في بحر محبة الله فنسي نفسه والأوقات، لا يشعر بالحاجة للأكل ولا يشعر بالأوقات، وهذا الولي هذه الفترة التي غاب فيها عن نفسه ليس عليه قضاؤها، الأنبياء يخشعون أكثر من غيرهم ويفرحون أكثر من غيرهم لكن بما أنّ الأنبياء مصالح العباد تتعلّق بهم لا يغيبون كما يغيب بعض الصالحين.
رَزَقنا الله وإيّاكُم مَقام الإحسان والفِردَوس الأعلَى.