ابْنُ التَّبَّانِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ المَغْرِبِيُّ عَالِمُ القَيْرَوَانِ وَشيخُ المَالِكِيَّةِ
26 مايو 2021جرت بالقيروان مسألة في الكفار هل يعرفون الله أو لا؟ فأفتاهم الفقيه الأصولي أبو عمران الفاسي أنّ المُجسم ليس مؤمنا بالله لأنه ما عرف الله تعالى ولا وصفه بصفته
30 مايو 2021كل خبرٍ أوهم باطلاً ولم يقبل تأويلاً فهو كذب على رسول الله
كل خبرٍ أوهم باطلاً ولم يقبل تأويلاً فهو كذب على رسول الله، وأما ما يقبل التأويل وكان رواته ثقاتا فلا يُرَدُّ، بل يُقبل مع التأويل، مثال ذلك ما جاء في الحديث القدسي الصحيح الذي رواه مسلم (مرضت فلم تعدني وجعت فلم تطعمني) مرضت معناه مرض عبدي، على تقدير مضافٍ، كما في قوله تعالى (وَجَآءَ رَبُّكَ) على تقدير مضاف، هذا يقال له عند علماء البيان مجاز الحذف، (مرضت) معناه مرض عبدي، يقدر مضاف، (وَجَآءَ رَبُّكَ) أي جاء أمر ربك، و (جُعت) أي جاع عبدي، وهذا جاء في الحديث مفسّرًا، وقوله في حديث ءاخر (كنت رِجْلَه) هذا أيضًا على تقدير مضاف، ومعناه حَافِظَ رِجْلِهِ.
بعض غلاة المتصوفة افتروا حديثًا موضوعًا أرادوا أن يجعلوه من هذا القبيل، فقالوا (فإذا أحببته كنته)، هذا من كلام ملاحدة المتصوفة، هذا لا يؤول، بل يحكم بكفر قائله، وأما حديث (إن الله يتجلى للمؤمنين في صورة) فقد ردَّه بعضهم وقالوا لا نقبله ولو كان في البخاري ومسلم، لكن الأكثر قبلوه مع التأويل، أما الذين ردوه فهم قلة، وكذلك حديث (إن الله خلق ءادم على صورته) وفي لفظ (على صورة الرحمن) هذا العلماء قبلوه مع التأويل، ومعنى الحديث إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته أن الله خلق المضروب على صورة سِيدنا آدم.
وكذلك حديث (إن الله نظيف يحب النظافة) فمعناه نظيف من العيوب والجهل والعجز، منزه عن النقص، هذا معناه.
وكذلك حديث (إن الله جميل) معناه منعِم على العباد، أو جميل الصفات، صفاته كلها كاملة، ما فيها صفة نقص، وأما قوله (يحب الجمال) فمعناه يحب نظافة الخلق ونظافة البدن والثوب، وأحب إليه نظافة الخلق، ونظافة العمل، نظافة الثوب لا ينافي الكمال، لكن إن كان عن عجز ترك ذلك فلا يضره، بعض الصالحين من شدة الفقر لا يتيسر لهم الماء للنظافة، هؤلاء لهم درجة عالية عند الله، نظافة الثوب والبدن إن نوى به الشخص التقرب إلى الله فله ثواب.