صِفَة الْوَحْدَانِيَّة للهِ تعالى
23 يناير 2018الرد على الملحدين
24 يناير 2018لو توجزون لنا حال الحلاج؟
سؤال: لو توجزون لنا حال الحلاج؟
الجواب :
مّمن كان يقول بالحلول، وأجمع معاصريه على ضلاله، ما يقول حسين الحلاّج وهو الحسين بن منصور، ويُكنّى أبا محمد وأبا عبد الله، وابا مسعود، وأبا مغيث، وكان ظهوره في سنة إحدى وثلاثمائة في خلافة المقتدر. فممّا أورده المؤرخون الثقات من كلامه المنتقد عليه قوله: أنا الحق، وقوله: ما الجبة إلاّ الله وقوله أيضا :
سبحان مَنْ أظهرَ ناسوتَه *** سِرُّ سَنا لاهوته الثّاقبِ
ثمّ بدا محتجبا ظاهرًا في *** صورة الآكل والشارب
ومن كلامه لمن تابعه: مَنْ عذّبَ نفسه في الطاعة وصبر عن اللّذة والشهوة وصفا حتى لا يبقى فيه شيءٌ من البشرية حلّ فيه روح الإله كما حلّ في عيسى عليه السّلام ولا يُريد شيئًا إلاّ كان كما أراده ويكون جملة فعله فعل الله.
وكان يظهر أنه سنّي لِمَنْ كان من أهل السّنّة، وشيعي لمن كان من أهل الشيعة، ومعتزلي لمن كان من أهل الاعتزال، وكان مع ذلك شعبذيا يستعمل المخاريق حتى استهوى به من لا تحصيل عنده ثمّ ادعى الربوبية وقال بالحلول وعظُم افتراؤه على الله وكان يدّعي أنّه المغرق لقوم نوح والمهلك لعاد وثمود، وكان لايحسن من القرآن شيئا ولا من الحديث ولا من الفقه ولا من الشعر شيئا …
وكان وزيره للمقتدر أحمد بن العباس فعرض حاله على الفقهاء فأفتى بقتله خمسة وثمانون بفتاوى وافقت رأي المقتدر وممن أفتى بقتله القاضي أبو عمر، ومحمد بن يوسف المالكي، وأبو العباس أحمد بن شريح الشافعي، وأبو بكر بن فُورك، وداود الظاهري فأمر به فضرب مائة سوط وقُطّعتْ أطرافه وصُلب حيًّا ثمّ ضُرب عنقه من الغد ولُفَّ في ردائه وأحرق بالنفط وذرّي رماده في دجلة.
(صحيفة 210 من غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة لمحمد بن إبراهيم بن يحيى الأنصاري المصري، الشيخ جمال الدين الكتبي المعروف بالوطواط المـُتوفى سنة 718 هجرية)