أنا أعرف أن الصلاة فرض أساسي ولكن أقصر في كثير من الأوقات فماذا أفعل؟
14 نوفمبر 2016ما حكم الصلاة على النبي بعد الأذان جهرا؟
14 نوفمبر 2016أود أن أعرف هل يسن القنوت وما هو لفظه مع ذكر الدليل؟
مذهبنا معاشر المالكية أنّ القنوت في الصبح ويجوز بعد الرفع من الركوع وقبل الركوع بعد تـمام القراءة أفضل ويستحب كونه بلفظ اللهم إنا نستعينك إلى ءاخره، ويستحب كونه سرا ومن تركه عمدا أو سهوا فلا شىء عليه، ومن سجد لتركه قبل السلام بطلت صلاته، ومن أدرك ثانية الصبح لم يقنت في قضاء الأولى على الـمشهور فقد جاء في مختصر خليل رحمه الله (ونُدِبَ قُنُوتٌ سِرًّا بِصُبْحٍ فَقَطْ وَقَبْلَ الرُّكُوعِ).
وقال الإمام الخراشي رحمه الله كما في شرحه (وَنُدِبَ الْقُنُوتُ عَلَى الْمَشْهُورِ…وَيُنْدَبُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ سِرًّا وَيُنْدَبُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ فِي الصُّبْحِ لَا فِي وِتْرٍ وَلَا فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ الْحَاجَةِ لَهُ خِلَافًا لِمَنْ ذَهَبَ إلَى ذَلِكَ لَكِنْ لَوْ وَقَعَ لَا تَبْطُلُ الصَّلَاةُ).
ونقل الإمام الحطاب المالكي رحمه الله في مواهب الجليل عن الجلَّابُ قوله لا بَأْسَ بِرَفْعِ يَدَيْهِ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ.
وفي التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس للفقيه الأصولي عبيد الله بن الحسين بن الجَلَّاب المالكي (المتوفى 378 هـ)، كتاب الصلاة، باب في القنوت في الصبح وغيرها فصل القنوت في الوتر (فصل) باب في القنوت في الصبح وغيرها (القنوت في الصبح فضيلة، وإن قنت قبل الركوع أو بعده، والقنوت قبل الركوع أفضل وإن ترك القنوت فلا شئ عليه، وليس لدعاء القنوت حدّ محدود).
(فصل) القنوت في الوتر (وعنه في القنوت في الوتر روايتان إحداهما أنه يقنت في النصف الآخر من شهر رمضان والرواية الأخرى أنه لا يقنت من السنة كلها، ولا بأس برفع اليدين في دعاء القنوت).
وفي الإشراف على نكت مسائل الخلاف للقاضي الجليل أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي (422 هـ) مسألة (يقنت في صلاة الصبح خلافاً لأبي حنيفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت فيما رواه أبوهريرة وخفاف بن إيماء والبراء وأنس بن مالك وقال أنس مازال يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا) (1).
مسألة (يجوز القنوت قبل الركوع وبعده خلافاً للشافعي في قوله إن محله بعد الركوع ولإجماع الصحابة عليه وروي عن أبي رجاء العطاردي قال (كان القنوت بعد الركوع فصيره عمر قبله ليدرك المدرك) وروي أن المهاجرين والأنصار سألوا عثمان فجعله قبل الركوع ولأن في ذلك فائدة لا توجد فيما بعده وهو أن القيام يمتد فيلحق المفاوت ولأن في القنوت ضرباً من تطويل القيام وما قبل الركوع أولى بذلك لا سيما في الفجر).
مسألة (دعاء القنوت غير مسنون في الوتر خلافاً لأبي حنيفة إلا في النصف الأخير من رمضان ففيه روايتان إحداهما مسنون والأخرى أنه ليس بمسنون فدليلنا على أبي حنيفة أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب فصلى بهم عشرين ليلة ولم يقنت في النصف الأول، وتخلف في منزله العشر الأخير فقدموا معاذاً فصلى بهم بقية الشهر فدل على أنه إجماع منهم أنه لا يقنت في النصف الأول من الشهر لأنهم لم ينكروا على أبي ترك القنوت) (2).
قال الإمام الكبير أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر التَّمِيمي المازري المالكي (المتوفى 536 هـ) في شرح التلقين، كتاب الطهارة باب المياه وأحكامها (فصل) ليس عندنا في القنوت دعاء معين ولا نوقت فيه قولًا ولا مقدارًا من الوقوف وقد اختلف الناس فيما يختار منه فذكر القاضي أبو محمَّد ما في كتابه هذا (3) وقد روي أن جبريل عليه السلام علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا القنوت وهو (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْنَعُ لَكَ وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ إِنَّ عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ) وقالت الشافعية الدعاء المسنون في القنوت اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فمين توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت) فما زاد على ذلك فهو حسن واحتجوا بقول الحسن بن علي رضي الله عنه كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعو بهن في القنوت اللهم اهدنا فيمن هديت وذكر ما قلناه.
قوله نخنع أي نخضع ومعنى قوله نخلع أي نخلع الشركاء والأنداد ومعنى نحفد أي نبادر وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع فيه، يقال حفد الحادي وراء الإبل إذا أسرع ودارك خطوه. انتهى كلام الإمام
وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم بالإِسناد الصحيح، عن الحسن بن عليّ رضي اللّه عنهما قال علّمني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلماتٍ أقولُهُنَّ في الوتر (اللَّهُمَّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِني فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلّني فِيمَن تَوَلَّيْتَ، وبَارِكْ لِي فِيما أَعْطَيْتَ، وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ، فإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْتَ) قال الترمذي هذا حديث حسن، قال ولا نعرف عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في القنوت شيئاً أحسن من هذا.
وَقالَ الإمام الشيرازي الشافعي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في المهذب (وَالسُّنَّةُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ أَنْ يَقْنُتَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ لِمَا رَوَى أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ ، فَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا).
ويقول الإمام النووي في المجموع شرح المهذب (فَرْعٌ فِي مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي إثْبَاتِ الْقُنُوتِ فِي الصُّبْحِ مَذْهَبُنَا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ الْقُنُوتُ فِيهَا سَوَاءٌ نَزَلَتْ نَازِلَةٌ أَوْ لَمْ تَنْزِلْ وَبِهَذَا قَالَ أَكْثَرُ السَّلَفِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَمِمَّنْ قَالَ بهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ وَقَالَ بِهِ مِنْ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ خَلَائِقُ وَهُوَ مَذْهَبُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَالْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَمَالِكٍ وَدَاوُد).
ثم قال وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَ فَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتْ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الْحُفَّاظِ وَصَحَّحُوهُ وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى صِحَّتِهِ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ وَالْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كُتُبِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طُرُقٍ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ وَعَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنْ الْقُنُوتِ فِي الصُّبْحِ قَالَ بَعْدَ الرُّكُوعِ قُلْتُ عَمَّنْ؟ قَالَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ هَذَا إسْنَادٌ حَسَنٌ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ أَيْضًا مِنْ طُرُقٍ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْقَافِ التَّابِعِيِّ قَالَ قَنَتَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْفَجْرِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ هَذَا عَنْ عَلِيٍّ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ، وَعَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَلَيْسَ فِي رِوَايَتِهِ ذِكْرُ الْمَغْرِبِ. اهـ كلام النووي
(1) عن أنس رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا رواه الحاكم أبو عبد اللّه في كتاب الأربعين، وقال حديث صحيح.
(2) روى أبو داود أن أبي بن كعب قنت فيه لما جمع عمر الناس عليه فصلى بهم صلاة التراويح.
(3) التلقين في الفقه المالكي للقاضي أبي محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكي (ت 422 هـ).
1 Comment
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْنَعُ لَكَ وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ إِنَّ عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ