ما قول أهل السنة والجماعة فيمن عدد التوحيد وقسمه إلى ثلاث أقسام ألوهية وربوبية وصفات؟
ما قول أهل السنة والجماعة فيمن عدد التوحيد وقسمه إلى ثلاث أقسام ألوهية وربوبية وصفات؟
4 نوفمبر 2016
ما هِي عَقِيدة الأشاعِرة؟
ما هِي عَقِيدة الأشاعِرة؟
4 نوفمبر 2016
ما قول أهل السنة والجماعة فيمن عدد التوحيد وقسمه إلى ثلاث أقسام ألوهية وربوبية وصفات؟
ما قول أهل السنة والجماعة فيمن عدد التوحيد وقسمه إلى ثلاث أقسام ألوهية وربوبية وصفات؟
4 نوفمبر 2016
ما هِي عَقِيدة الأشاعِرة؟
ما هِي عَقِيدة الأشاعِرة؟
4 نوفمبر 2016

ما هو الدليل على أنّ الملائكة أقوى من الشياطين وأنّ الشياطين لا تؤذي الملائكة؟

ما هو الدليل على أنّ الملائكة أقوى من الشياطين وأنّ الشياطين لا تؤذي الملائكة؟

ما هو الدليل على أنّ الملائكة أقوى من الشياطين وأنّ الشياطين لا تؤذي الملائكة؟

الجواب:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله وبعد، اعلم أخي السائل أن الملائكة أقوى من الشياطين بكثير، بمرات عديدة، وقد ورد في القرءان النص على قوة الملائكة الكرام وذلك في قول الله تعالى (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلأ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) وكذلك قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) فالملائكةُ الكرام هم الذين يرجمونَ الشياطين بالشُهُب، فهذا دليل واضح على عجز الشياطين أمام الملائكة الكرام.

والملائكة هم أول خلق الله من ذوي الأرواح، والقاعدة أنّ مَـن سَبَّ مَلَكًا مِن مَلَائِكَةِ الــلَّــهِ ارتدّ، فالْملَائِكةُ عِبادٌ لِلَهِ مُكرَمُونَ مُشَرَّفُونَ مُسلِمُونَ طائِعُونَ لِلهِ بِكُلِّ مَا أمَرَهُم بِهِ وَلا يَعصُون اللهَ بِمَا أَمَرَهُمْ، وَاللهُ عَصَمَهُمُ وَحَفِظَهُم مِنْ جَمِيعِ الذَنُوبِ، فَهُم أَولِيَاءٌ لِلَّهِ فَاللهُ كَرَّمَهُم وَعَظَّمَ شَاْنَهُمْ فَلِذَلِكَ هُم صَادِقُونَ لا يَكذِبُونَ وأُمَنَاءُ لا يَخُونُونَ، فَيَكفُرُ مَن سَبَّ مَلَكًا مِن مَلَائِكَةِ الله أي من استَخَفَّ بِهِ أَيْ ذَمَّهُ وَحَقَّـرَهُ فَلَمْ يُعَظِّمْهُ التَّعْظِيمَ الْوَاجِبَ اللَّائِقَ بِهِ وَنَقَصَهُ وَعَابَهُ أَيْ نَسَبَ الْعَيبَ وَالنَّقصَ إِلَيهِ كَالذِي يَنسُبُ الْكُفرَ وَالزِّنَى إِلَى الْمَلَأئِكَةِ، وَكَذَلِكَ يَكفُرُ مَنْ نَسَبَ الخِيانَةَ إِلَى المَلَكِ جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلام كَأَن يَقُولَ والعِيَاذُ بِاللهِ إِنَّ جِبرِيلُ أُمِرَ بالنُّزولِ بِالوَحيِ عَلَى عَلِيِّ فَـنَــزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فيَقُولُ بَعضُ الغُلَاةِ تَاهَ الأَمِينُ وَهَذَا سَبٌّ لِسَيِّدِنَا جِـبـرِيلَ عَلَيهِ السلامُ، وَكَمَنْ يَقُولُ وَالعِيَاذُ بِاللهِ (لَوْ شَهِدَ عِنْدِى الْمَلائِكَةُ بِكَذَا مَا قَبِلْتُهُمْ) كما في روضة الطالين أَىْ مَا صَدَّقْتُهُمْ كَفَرَ لأنَّ يَكُونُ استَخَفَّ بِهِم وَطَعَنَ فِي صِدقِهِم وَأَمَانَتِهِم، ويَكفُرُ مَن يَقُولُ (أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) كأنَّهُ يَقُولُ أَنَا لَا أُعَظِّمُ الْمْلَائِكَةَ الذِينَ كَرَّمَهُمُ اللهُ وَعَظَّمَهُمْ.
فيَجِبُ الإِيمَانُ بِالمَلاَئِكَةِ أي أَنَّهُم مَوجُودُونَ خَلَقَهُمُ اللهُ مِن نُورٍ وَلَيسُوا ذُكُورًا وَلاَ إِنَاثًا وَلاَ يَأكُلُونَ وَلاَ يَشرَبُونَ وَلاَ يَعصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ ما يُؤمَرونَ، قال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ (خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ وَخُلِقَ الجَانُّ مِن مَارِجٍ مِن نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم) رَواهُ مُسلِم، فَيَجِبُ الإيمانُ بِوُجودِ الملائِكَةِ وَأَنَّهُم عِبادُ اللهِ المكرَمونَ، خَلَقَ اللهُ الملائِكَةَ مِن نورٍ فَهُم أَجسامٌ نورانِيَّةٌ لَهُم عَقولٌ وَلَهُم اختيارٌ وَلكِنَّهُم لا يَختارونَ إِلا الطاعَة وَلا يَفعَلونَ إِلا ما أَمَرَهُم اللهُ بِه وَهم كَمَا وَصَفَهُم اللهُ تَبارَكَ وَتَعَالى بِقَولِهِ (لا يَعصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ (6)) سورة التحريم، وَالملائِكَةُ لا يَتَوَالَدونَ وَلا يَتَناكَحونَ ليس عِندَهُم شَهوَةُ الجمَاع، لا يَأكُلونَ وَلا يَشرَبونَ لَيسوا ذُكورًا وَلا إِناثًا لكِنَّهُم يَتَشَكَّلونَ بِغَيرِ صوَرِهِم الأَصلِيَّة، وَإذا تَشَكَّلَ المَلَكُ بِشَكلِ إِنسـانٍ يَتَشَـكَّلُ بِشَكلِ ذَكَرٍ مُسـلِمٍ جَميلٍ وَمِن غَيرِ آلَةِ الذُّكورِ ولا يَتَشَكَّلونَ بِشَكلِ أُنثَى أَبَدًا، قال اللهُ تعالى ﴿وَجَعَلُوا الملائِكَةَ الذِينَ هُم عِبادُ الرَّحمٰنِ إنَاثًا أَشَهِدُوا خَلقَهُم سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسئَلُونَ (19)﴾ سورة الزّخرُف، قال العُلَمَاء (مَن قال إِنَّ الـملائِكَةَ إناثًا فَقَد كَفَرَ).

وفي الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني لشهاب الدين النفراوي الأزهري المالكي (المتوفى 1126هـ) (وَالْمَلَكُ مُفْرَدُ الْمَلَائِكَةِ وَهُمْ عِنْدَ الْجُمْهُورِ أَجْسَامٌ لَطِيفَةٌ نُورَانِيَّةٌ أَعْطَاهَا اللَّهُ قُدْرَةَ التَّشَكُّلِ بِأَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ كَامِلَةٍ فِي الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ عَلَى الْأَفْعَالِ الشَّاقَّةِ، شَأْنُهَا الطَّاعَاتُ وَمَسْكَنُهَا السَّمَوَاتُ رُسُلُ اللَّهِ إلَى أَنْبِيَائِهِ وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى وَحْيِهِ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ، وَكَثِيرًا مَا يُعِينُونَ النَّاسَ عَلَى الْأَفْعَالِ الشَّاقَّةِ كَالْغَلَبَةِ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَكَالطَّيَرَانِ فِي الْهَوَاءِ وَالْمَشْيِ عَلَى الْمَاءِ).

والله تعالى أعلم وأحكم.

Comments are closed.