حديث (أنتُم أُمَراءُ بَعضُكُم على بَعض)
14 نوفمبر 2016هل ممكن أن تذكروا لنا نصاب الذهب والفضة بالغرامات؟
14 نوفمبر 2016شخص يسأل عن حكم الاعتماد على الحساب الفلكي لإثبات ابتداء شهر رمضان أو انتهائه؟
شخص يسأل عن حكم الاعتماد على الحساب الفلكي لإثبات ابتداء شهر رمضان أو انتهائه؟
السؤال: أنا أعيش في نيوزيلاندة و قد اعتاد الناس هنا على بدئ الصيام متأخرين يوما عن كافة الدول الاسلامية وذلك بغضّ النظر إذا ما كان شعبان 29 يوما أو ثلاثين يوما، ففي العادة إذا ما أتّمت الدول الاسلامية شعبان 30 يوما فإنّ المسمى بالمجلس الإسلامي هنا يدعو الناس إفطار أوّل يوم من شهر رمضان عند جميع الدول الاسلاميّة معتبرينه تتمة شعبان وبذلك فإنهم يخالفون الدول الاسلامية قاطبة، كما أنّ هذا يقتضي صيامهم أوّل يوم من أيام العيد المبارك بدعوى أنّه بحسابهم المتم لشهر رمضان، كيف نتصرف في هذه الحالة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، لا يجوز الاعتماد على الحساب الفلكي لإثبات ابتداء شهر رمضان أو انتهائه وإنما يثبت الشهر القمري برؤية هلاله أو استكمال العدة ثلاثين فقد روى البخاري عن رسول الله أنه قَالَ (صُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) وفي رواية مسلم (صُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لـرؤيته فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُـدُّوا ثَلاَثِينَ) وفي روايـة لمسـلم (فصُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فإنْ أُغْمِيَ عليكم فاقدُرُوا لهُ ثلاثين) وفي رواية أحمد والنسائي وغيرهما عن رسول الله أنه قَالَ (صُومُوا لرؤيته وأَفْطِرُوا لرؤيته فَإنْ غُمّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدّةَ ثَلاَثِينَ).
وروى الإمام مَالِكٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعشْرُونَ فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ) قال أبو الوليد سليمان بن خلف القرطبي الباجي الأندلسي رحمه الله (ولَا يُقْبَلُ فِي هِلَالِ شَوَّالٍ أَقَلُّ مِنْ شَاهِدَيْنِ، وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ (وقبله الشافعيّ) يُقْبَلُ فِي ذَلِكَ (الشاهد) الْوَاحِدُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَهَبَ إلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ هَذِهِ شَهَادَةٌ فَلَمْ يُقْبَلْ فِيهَا أَقَلُّ مِنْ اثْنَيْنِ أَصْلُ ذَلِكَ سَائِرُ الْحُقُوقِ.
وَقَوْلُهُ (فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ) يُرِيدُ مَنَعَكُمْ مِنْ رُؤْيَتِهِ سَحَابٌ أَوْ غَيْرُهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ غَمَمْتُ الشَّيْءَ إذَا سَتَرْتُهُ، فَاقْدُرُوا لَهُ يُرِيدُ قَدِّرُوا لِلشَّهْرِ، وَتَقْدِيرُهُ إتْمَامُ الشَّهْرِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ثَلَاثِينَ لِأَنَّ الشَّهْرَ إنَّمَا يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا بِالرُّؤْيَةِ فَأَمَّا بِالتَّقْدِيرِ فَلَا يَكُونُ إلَّا ثَلَاثِينَ).
ثم قال رحمه الله (إن من خالف في ذلك فالْإِجْمَاعُ حُجَّةٌ عَلَيْهِ، وإن من يَصُومُ وَيُفْطِرُ عَلَى الْحِسَابِ فإنَّهُ لَا يُقْتَدَى بِهِ وَلَا يُتَّبَعُ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَحَدٌ فإنه لَا يُعْتَدُّ بِمَا صَامَ مِنْهُ عَلَى الْحِسَابِ وَيَرْجِعُ إلَى الرُّؤْيَةِ وَإكَمَالِ الْعَدَدِ، فَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ قَضَاءَ شَيْءٍ مِنْ صَوْمِهِ قَضَاهُ).
وبالنسبة لحالتك أخي الطيب إما تأخذ برؤية مسلم ثقة للهلال في بلدك أو أن تأخذ ببلد إسلامي ولو بعيد عنك ثبت عندهم بالطريق الشرعي دخول الشهر، فلا ضرر بهذا ولا ذاك، فالأول مذهب الشافعي وغيره والثاني مذهب أبي حنيفة ومالك وغيرهما وإنما الضرر على من أخذ بالحساب الفلكي وترك كلام رسول الله وراء ظهره.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.