حديث (سيَأتي زمانٌ القابضُ فيه على دِينِه كقَابضٍ على جمر)
14 نوفمبر 2016هَل يُسَنُّ تَحْرِيكُ السَّبَّابَةِ فِي التَّشَهُّدِ؟
14 نوفمبر 2016هل يجوز للمصلي أن يقرأ من المصحف؟
هل يجوز للمصلي أن يقرأ من المصحف؟
الجواب:
يجوز ذلك عندنا معاشر المالكية، فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كان يؤمها غلامها ذَكْوان في المصحف في رمضان أخرجه البيهقي وغيره وعلَّقه البخاري.
وفي المدونة من كتب مذهبنا قال ابن وهب قال ابن شهاب كان خيارنا يقرءون في المصاحف في رمضان وذكروا أن غلام عائشة كان يؤمها في المصحف في رمضان وقال مالك والليث مثله. اهـ
وفي المدونة أيضا قَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَ يَؤُمُّهَا مُدَبَّرٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ ذَكْوَانُ أَبُو عَمْرٍو.
وفي الإشراف على نكت مسائل الخلاف للقاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي (422 هـ) مسألة (إذا قرأ في المصحف وهو في الصلاة لم تبطل صلاته خلافاً لأبي حنيفة لأنها لو بطلت لم يخل أن يكون لأجل القراءة في المصحف وذلك باطل لأنه لو قرأ فيه وهو بين يديه لم تبطل أو لتصفحه الورق ولا يجوز ذلك لأنه ليس بعمل متوال ولأنه من مصلحة الصلاة).
ومذهب الشافعية كما قال النووي المجموع شرح المهذب، كتاب الصلاة، باب ما يفسد الصلاة ويكره فيها، الفعل الذي ليس من جنس الصلاة (فرع لو قرأ القرءان من المصحف في الصلاة لو قرأ القرءان من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلب أوراقه أحيانا في صلاته لم تبطل، ولو نظر في مكتوب غير القرءان وردد ما فيه في نفسه لم تبطل صلاته وإن طال، لكن يكره، نص عليه الشافعي في الإملاء وأطبق عليه الأصحاب).
ثم قال (وهذا الذي ذكرناه من أن القراءة في المصحف لا تبطل الصلاة مذهبنا ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد وقال أبو حنيفة تبطل).
قال أبو بكر الرازي (أراد إذا لم يحفظ القرءان وقرأ كثيرا في المصحف فأما إن كان يحفظه أو لا يحفظه وقرأ يسيرا كالآية ونحوها فلا تبطل) واحتج له بأنه يحتاج في ذلك إلى فكر ونظر وذلك عمل كثير وكما لو تلقن من غيره في الصلاة واحتج أصحابنا بأنه أتى بالقراءة وأما الفكر والنظر فلا تبطل الصلاة بالاتفاق إذا كان في غير المصحف ففيه أولى وأما التلقين في الصلاة فلا يبطلها عندنا بلا خلاف. اهـ
والحمد لله رب العالمين، والعزة للإسلام، والله تعالى أعلم وأحكم.