أمير المسلمين وملك الملثمين يوسف بن تاشفين الأشعري المالكي
أمير المسلمين وملك الملثمين يوسف بن تاشفين الأشعري المالكي
5 مارس 2021
كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء
كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء
7 مارس 2021
أمير المسلمين وملك الملثمين يوسف بن تاشفين الأشعري المالكي
أمير المسلمين وملك الملثمين يوسف بن تاشفين الأشعري المالكي
5 مارس 2021
كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء
كيف نفرق بين تاء التأنيث والهاء
7 مارس 2021

إعجامُ الحروفِ

إعجامُ الحروفِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وصَلَّى اللهُ وسلَّم على سيِّدنا مُحمَّد وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيبين الطاهرين، أما بعد، فقد كانت طريقةُ أبي الأسودِ الدُّؤَليِّ في شكلِ أواخرِ الألفاظِ في المصحفِ الشَّريفِ، أنِ استحضرَ كاتبًا وأَمَرَهُ أن يأخذَ مِدادًا (حِبْرًا) يُخالفُ مِدَادَ المصحفِ، فإذا رَأى الكاتبُ أبَا الأسودِ قد فتحَ شَفتَيْهِ آَخِرَ حرفٍ في الكلمةِ، نقطَ نُقطةً واحدةً بِالمِدادِ المختلفِ فوقَ الحرفِ، فيكونُ هذا هو الفَتْح، وإذا رأى الكاتبُ أبا الأسودِ قد خَفَضَ شَفَتَيْةِ عندَ آخرِ حرفٍ، نَقَطَ نُقطةً واحدةً تحتَ الحرفِ بِالمِدادِ المُخالفِ، فيكونُ هذا هو الكَسْر، فإذا ضَمَّ شفتيه جعل الكاتبُ النُّقطةَ بينَ يدي الحرفِ (أمامَهُ) فيكونُ هذا هو الضّمُّ، فإذا تَبِعَ الحرفَ الأخيرَ غُنَّةٌ، نقط الكاتبُ نُقطتين إحداهُما فوق الأُخرى وهذا هو التَّنوين.

وفي خلافةِ عبد الملكِ بنِ مروانَ تَمَّ (إعجامُ الحروفِ) الإعجامُ بِمعنى نَقْطِ الحُروف، عندما كَثُرَ التَّصحيفُ (القِراءةُ المغْلوطةُ) على ألسنةِ الأعاجمِ الذينَ يتلونَ كتابَ اللهِ، فَنهضَ نصرُ بن عاصمٍ ويحيى بن يَعْمُرَ بهذا الأمرِ لتحقيقِ الفُروقِ بينَ الحُروفِ المتشابهةِ فَوضَعَا النِّقَاطَ على الحروفِ، بِمِدادٍ يُشبهُ مِدَادَ الكتابةِ لأنَّ نَقْطَ الحرفِ جُزءٌ منهُ، وقسّما الحروفَ إلى قسمينِ حروفٍ مهملةٍ وهي التي تُركَّبُ من غير نقطٍ، وحروفٍ معجمةٍ وهي التي وَضَعَا لها النَّقْطَ.

أمَّا الحروفُ المهملةُ فهي أ، ح، د، ر، س، ص، ط، ع، ك، ل، م، ﻫ، و.
وأمَّا الحروفُ المعجمةُ فهي: ب، ت، ث، ج، خ، ذ، ز، ش، ض، ظ، غ، ف، ق، ن، ي.

أمَّا الإصلاحُ الثَّالثُ فقد اضطلع بهِ الخليلُ بنُ أحمدَ الفراهيديُّ، في العصر العباسيِّ الأوَّلِ، حيثُ استبدَلَ النَّقْط التي وَضَعَهَا أبو الأسودِ للدِّلاَلَةِ على الحركاتِ الإعرابيَّةِ بِعلاماتٍ ثمانٍ، هي الفتحةُ والكسرةُ والضمَّةُ والسكونُ والشدَّةُ والمدَّةُ وألفُ الوصلِ والهمزةُ فأصبح من الممكنِ بعد هذا الإصلاحِ أن يجمعَ الكاتبُ بين شكلِ الكتابِ ونَقْطِهِ بِلَوْنٍ واحدٍ دون لَبْسٍ بينهما.

مِثالٌ:
تُؤدِّي (بِالمثنَّاة الفوقيَّةِ) أي أنَّ هذه الكلمة تُنطقُ بالتَّاءِ وهي تُكتبُ بنقطتينِ فوقها.
يُؤدِّي (بِالمثنَّاة التحتيَّةِ) أي بِالياءِ.
جَرى (بِحاءٍ مُعجمةٍ تحتيَّةٍ) يقصدون الجيم.
عين (مهملة بعدها معجمة تحتيَّة مثنَّاة) يقصدون العين، فالياء، وهكذا.
والمنقوطُ من حروف الهجاءِ خمسةَ عَشَرَ حرفًا أمَّا علاماتُ الشَّكلِ فهيَ:
الفتحة:  َ
الشدّة: َّ ُّ ِّ
الضمة: ُُ
الهمزة: أَ، إِ، ؤُ، ئـِ، ئ، ء
الكسرة: ِِ
همزة الوصل: ٱ (رأسُ صادٍ صغيرةٍ تُوضعُ فوقَ ألفِ الوصلِ)
السكون: ْْ
المدّة: آ (خطٌ يُوضع فوقَ ألفٍ مهموزةٍ، ممدودةٍ، محذوفةٍ، خَطَّا).

ملحوظة:
لمّا كانت كلمةُ الإعجامِ تُطلقُ على النَّقْطِ والشَّكْلِ، فإنَّنَا نَستطيعُ أن نَقُولَ إنَّ الحروفَ العربيَّة مُعجمةٌ، أو هي حُروفُ المُعْجَمِ لأنَّها تُشَكَّل كُلُّهَا وأغلبُهَا يُنَقَّطُ.

والله تعالى أعلم وأحكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *