أقوال الأئمة في تنـزيه الله عن المكان والجهة والجسمية
2 نوفمبر 2016المواسم التى ينسبونها إلى الشرع وليست منه
2 نوفمبر 2016يستحب الدفن في مقبرة كان دفن فيها صالحون
يستحب الدفن في مقبرة كان دفن فيها صالحون
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وآلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
قال فقهاء الإسلام (يستحب الدفن في مقبرة كان دفن فيها صالحون) والدليل من كلام الفقهاء أن الميت الصالح إن كان ينفع جيرانه من الموتى المؤمنين كما نفع في حياته، فكيف يدعي الوهابية (1) أدعياء السلفية أن الأنبياء والأولياء لا ينفعون بعد موتهم؟!، والرد عليهم أن عبد الله ابن الامام أحمد بن حنبل أوصى أن يدفن في منطقة اسمها القطيعة فيها نبي مدفون، وكان يقول (لأن أدفن في جوار نبي أحب إلي من أن أدفن في جوار أبي) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، مع أن أباه من العلماء المجتهدين الصديقين رضي الله عنهم.
وقد ذكر جماعة من العلماء استحباب الدفن بجوار الصالحين، كما استنبط بعضهم ذلك من حديث أن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا حضرته الوفاة سأل ربه أن يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، وقد بوّب البخاري رحمه الله للحديث بقوله (بَاب مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا) قال الحافظ ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري (ومعنى سؤال موسى أن يدنيه من الأرض المقدسة، والله أعلم، لفضل من دُفن في الأرض المقدسة من الأنبياء والصالحين، فاستحب مجاورتهم في الممات، كما يستحب جيرتهم في المحيا، ولأن الفضلاء يقصدون المواضع الفاضلة، ويزورون قبورها ويدعون لأهلها).
وقال الحافظ النووي (وَفِي هَذَا اِسْتِحْبَاب الدَّفْن فِي الْمَوَاضِع الْفَاضِلَة وَالْمَوَاطِن الْمُبَارَكَة وَالْقُرْب مِنْ مَدَافِن الصَّالِحِينَ).
وقد ورد عن غير واحد من السلف وأهل العلم الوصية بالدفن بجوار بعض الصالحين فأوصى ابن مسعود أن يدفن بجنب قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنهما كما في الثقات لابن حبان وأوصى غالب بن جبريل صاحب الإمام البخاري أن يدفن إلى جنب البخاري كما في المتفق والمفترق وأوصى أبو بكر الخطيب الحافظ أن يدفن إلى جانب بشر بن الحارث كما في تاريخ دمشق.
فمن اقتدى بهؤلاء العلماء والأئمة وأوصى أن يدفن بجوار فلان من الصالحين فلا ينكر عليه.
(1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) لذلك يجب التحذير من مفاسد أقوال الوهابية ووهم فرقة انحرفت عن أهل السنة والجماعة شبهوا الله بخلقه ونسبوا لله الجلوس والقعود والنزول الحسي والانتقال والجوراح والعياذ بالله وغير ذلك من الصفات القبيحة التي لا تليق في الله.
وقال الشيخ الفقيه ابن عابدين الحنفي في حاشيته رد المحتار ج 4 ص 262 طبع دار الفكر فيهم (مطلب في اتباع ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا كما وقع في زماننا في اتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم). اهـ
وكثيراً من العلماء ألّف في الرد على الوهابية الذين انشقوا عن جمهور المسلمين بعقائد مستحدثة ما أنزل الله بها من سلطان، فالوهابية مثلاً ينسبون الله المكان والجهة والتنقل والحركة والجوارح على الحقيقة والعياذ بالله، وكذلك حرموا زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحرموا الصلاة عليه بعد الأذان، وغير ذلك من الأقوال الشنيعة.