التَّوسُّل والاستغاثة لفضيلة الأستاذ الكبير حجة الإسلام الشيخ يوسف الدجوي (2)
17 نوفمبر 2022الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ مَعْنُ بنُ عِيْسَى القَزَّازُ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مَالِك
18 نوفمبر 2022استحسان التختم في اليسار هو ما ذهب إليه مالك رحمه الله
حول التختم في اليمين أو في اليسار (1)
سئِل الفقيه الإمام الحافظ قاضي الجماعة بقرطبة أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد رضي الله عنه عن وجه كراهة التختم في اليمين مع ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجب التيامن في أموره كلها وهل يسامح الأعسر في ذلك أم لا؟ وهل بين قريش وغيرهم في ذلك فرق أم لا؟ وقد كان الظاهر أن التختم في اليمين أولى لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه يحب التيامن في أموره كلها ومع أن الاستنجاء بالشمال، وقليلا ما تخلو الخواتم من أن يكون اسم الله تعالى مكتوبا عليها.
فالجواب عن ذلك أن ما ذهب إليه مالك رحمه الله من استحسان التختم في اليسار هو الصواب، وإنما أخذ ذلك من الحديث الذي ذكرت، فهو حجة له لا عليه، وذلك أن الاشياء إما أن تتناول باليمين على ما جاءت به السنة فهو إذا أراد التختم تناول الخاتم بيمينه، فجعله في شماله، وإذا أراد أن يطبع به على مال، أو كتاب أو شيء، تناوله بيمينه من شماله، فطبع به ثم رده في شماله، إذ أصل ما اتخذ الخاتم للطبع به، على ما جاء من أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر فقيل له إنهم لا يقبلون كتابا دون طبع، فاتخذ خاتما ونقش فيه (محمد رسول الله).
ومن تختم في اليمين تناول الخاتم إذا أراد التختم به أو الطبع به على شيء بشماله لا بيمينه، فلهذا رأى مالك التختم في الشمال أحسن وهو جيد من القول والأمر في ذلك أوسع ولا فرق فيه بين الأعسر وغيره ولا بين القرشي وغيره.
قال أبو الوليد رضي الله عنه (قد اختلفت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه، بعده في التختم في اليمين والشمال فممن كان يختتم في يساره أبو بكر، وعمر وعثمان، والحسن، والحسين وممن كان يختتم في يمينه جعفر بن أبي طالب ومحمد بن علي ابن الحنفية وابن عباس وعبد الله بن جعفر…..إلى ءاخر كلامه رحمه الله.
من مسائل أبي الوليد ابن رشد الجد القرطبي (ت 520 هـ).
(خَاتَمَ الْفِضَّةِ) فَيَجُوزُ بَلْ يُنْدَبُ إنْ لَبِسَهُ لِلسُّنَّةِ لَا لِعُجْبٍ وَاتَّحَدَ وَكَانَ دِرْهَمَيْنِ فَأَقَلَّ وَإِلَّا حَرُمَ وَنُدِبَ جَعْلُهُ فِي الْيُسْرَى.
الشرح الكبير للدردير، ٦٣/١.
__________________
(قَوْلُهُ وَنُدِبَ جَعْلُهُ فِي الْيُسْرَى) أَيْ لِأَنَّهُ آخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْ فِعْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّ لُبْسَهُ فِي الْيُسْرَى أَبْعَدُ لِقَصْدِ التَّزَيُّنِ وَلِلتَّيَامُنِ فِي تَنَاوُلِهِ وَكَمَا يُنْدَبُ لُبْسُهُ فِي الْيُسْرَى يُنْدَبُ جَعْلُ فَصِّهِ لِلْكَفِّ. لِأَنَّهُ أَبْعَدُ مِنْ الْعُجْبِ
حاشية الدسوقي الدسوقي، على الشرح الكبير للشيخ الدردير ٦٣/١.
_________________
وندب جعله في اليسرى لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتختم فيها كما في مسلم وأبي داود وهو آخر الأمرين من فعله كما صرح به ابن رجب ولا ينافي خبر كان يحب التيمن في تنعله وترجله أي تمشيط شعره وتختمه وتطهره وشأنه كله لأنه يمسكه بيمينه فيجعله في يساره وإذا نزعه نزعه بيمينه.
شرح الزرقاني على مختصر خليل ، ٦٦/١.