قال الفقهاء:
النَّمْلُ نَوْعَانِ نَمْلٌ أَحْمَرُ كَبِيرٌ يُسَمَّى السُّلَيْمَانِيَّ فَحَرَامٌ قَتْلُهُ، أَمَّا الأَحْمَرُ الصَّغِيرُ فَقَتْلُهُ جَائِزٌ، وَلَقَدْ صَحَّ الحَدِيثُ بالنَّهْيِ عَن قَتْلِ النَّمْلِ والنَّحْلِ، لَكِنِ اسْتُثْنِيَ مِنَ النَّمْلِ النَّمْلُ الصَّغِيرُ المُؤْذِي فَيَجُوزُ قَتْلُهُ.
كَذَلِكَ النَّوْعُ الغَالِبُ مِنَ الصُّرَدِ (نَوْعٌ مِنَ الطَّيْرِ) هُوَ الأَخْضَرُ، هذَا لَا يُقْتَلُ وَلَا يُؤْكَلُ، يَقِفُ علَى رُؤُوسِ الأَشْجَارِ، فِي الحَدِيثِ نَهَى رَسُولُ اللهِ عَن الهُدْهُدِ والصُّرَدِ والنَّحْلَةِ والنَّمْلَةِ أيِ النَّمْلِ الأَحْمَرِ الكَبِيرِ، أَمَّا الصَّغِيرُ يُؤْذِي يَجُوزُ قَتْلُهُ والأَسْوَدُ الكَبِيرُ يُؤْذِي، المُؤْذِي (مِنَ النَّمْلِ) يَجُوزُ قَتلُهُ.
كَذَلِكَ مَن قَتَلَ الهِرَّةَ علَيْهِ ذَنْبٌ كَبِيرٌ، البَهَائِمُ التِي تُؤْذِي الإِنْسَانَ مِثْلُ الأَسَدِ والنَمِرِ والحَيَّةِ يَجُوزُ قَتْلُهَا بالسُّمِّ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ، أَمَّا مِثْلُ الهِرَّةِ لَا يَجُوزُ قَتْلُهَا، النَّمْلُ الذِي لَا يُؤْذِي حَرَامٌ قَتْلُهُ، والنَّحْلُ لَا يَجُوزُ قَتْلُهُ إِلَّا إذَا كَانَ لِدَفْعِ ضَرَرِهِ، أَمَّا النَّمْلُ الذِي يُؤْذِي يَجُوزُ قَتْلُهُ، الهِرَّةُ المَرِيضَةُ التِي يُخْشَى أَنْ تُؤْذِيَ أُنَاسًا تُنَحَّى إِلَى مَكَانٍ تُحْجَزُ فِي مَكَانٍ وَيُوْضَعُ لَهَا أَكْلٌ (أي إنْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا).
فائدة:
النَّمْلَةُ التِي قَالَتْ (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُم)، هذِهِ اللهُ خَلَقَ فِيهَا فَهْمًا وَإِدْرَاكًا لَيْسَ كُلُّ النَّمْلِ كَذَلِكَ.
تنبيه:
لَا يُقَالُ (اللهُ مَوْجُودٌ بِعِلْمِهِ فِي مَكَانٍ) نَقُولُ (اللهُ عَالِمٌ بِكُلِّ شَىءٍ)، يَعْلَمُ دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ علَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ.