ما الدليل على حرمة زواج المسلمة من كافر؟
19 ديسمبر 2017حديث (كُلّ موْلودٍ يُولدُ على الفِطرَة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجسّانه)
20 ديسمبر 2017حكمُ أكل الميتة
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ، أمّا بعد، فقد قال الله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) (سورة المائدة 3)، فمن الكبائر أكل المَيْتة وهي البهيمة التي زالت حياتها بغير ذكاة شرعية ولو كانت مما يؤكل أو زالت حياتها بذبح وكانت ممّا لا يؤكل، والميتة نجسة بالإجماع.
وحرّم الله علينا أكل الدّم والمراد المسفوح منه وهو السائل وكان محرما في كل الشرائع، فلا يَحْرُمُ الدّم الذي في اللحم والكبد والطحال.
ولحم الخنزير حرام علينا أكله أيضا وكان محرما في كل الشرائع وكذلك حَرّم الله علينا أكل ما أهلّ لغير الله به وهو كلّ بهيمة يُسَمّى عليها عند ذبحها اسم غير الله، فإذا قال الذابح عند الذبح باسم المسيح أو باسم الصليب أو باسم فلان فلا تؤكل هذه الذبيحة لأنها تصير مَيْتة نجسة، ولا دين سماوي إلا الإسلام ولكن نقول شرائع سماوية، مثلا في زمن سيّدنا ءادم كان يتزوج الأخ من أخته من البطن الثاني وفي شرع من بعده إلى سيدنا محمّد حرام.
مثلا في زمن سيدنا ءادم كان الفرض من الصلاة واحدة فقط وفي زمن بعض الأنبياء كان هناك صلاتان أما في زمن سيّدنا محمّد فخمس صلوات، فإذا الدين السماوي هو الإسلام ولكن نقول توجد شرائع سماوية.
لحم الخنزير والدّم المسفوح والمَيتة وما أهلّ لغير الله به حرامٌ في جميع الشرائع وأمّا المنخنقة فهي التي ماتت خنقا، وأما الموْقوذة فهي التي أثخنت ضربا بعصا أو حجر حتى ماتت، وكذلك التي وقعت في البحر فغرقت، وأما النطيحة فهي المنطوحة أي التي نطحتها أخرى فماتت بالنطح وكذلك حَرّم الله علينا ما أكل السّبع بعضه ومات بجرحه وأما قوله تعالى (إلا ما ذكيتم) فمعناه إلا ما أدركتم ذكاته قبل أنْ يَضْطربَ اضْطراب المذبوح فالاستثناء يرجع إلى المُنخنقة وما بعدها فإنه إذا أدركها وبها حياة مستقرّة فذبحها مَنْ يحِلّ ذبحه حَلّتْ وما ذبح على النصب هو مثلما كان يفعله الجاهليون، فإنه كان للمشركين أوثان يعبدونها، وهي حجارة يَنصِبونها حول الكعبة ويذبحون عليها الذبائح من أجل تعظيمها، يزعمون أنهم بذلك يتقربون إليها، قال رسول الله عليه الصلاةُ والسلامُ (لعَنَ الله مَنْ ذبح لغير الله). رواه مسلم
وفي التبصرة للإمام الكبير أبي الحسن اللخمي المالكي (المتوفى 478 هـ) كتاب الأطعمة، باب فيما يحل ويحرم من المطاعم، قال الله عز وجل (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) (المائدة 4) وقال سبحانه (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (الأعراف 157) فذكر تحريم الخبائث في هذه الآية جملة من غير تفصيل وبيَّنها في آيٍ أُخر، فحرَّم الميتةَ والدمَ ولحمَ الخنزير وما أُهل لغير الله به وما ذُبح على النُّصب والمنخنقة والموقوذة والمتردِّية والنَّطيحة وما أكل السَّبع وذبائح المجوس لقوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) (الأنعام 121) وقد تضمَّن هذا التحريمُ ثلاثة معانٍ:
أحدها التحريم لعدم الذَّكاة وهو الميتة، والمنخنقة، وأخواتهما.
والثَّاني لوصمٍ في الذَّكاة، وهي ذبائح المجوس، وما أُهلَّ لغير الله به، وما ذُبِحَ على النُّصب.
والثَّالث محرَّم العين لا لعدم الذكاة ولا لوصمٍ فيها، وهو الدم ولحم الخنزير ولا خلاف في هذه الجملة.