التحذير من قول إنَّ النبي صلّى على مُنَافِقٍ مع عِلْمه بنفاقه
9 نوفمبر 2016حكم من استحلّ أو استحسن الحرام أو من حرّم أو ذمّ ما استحسنه الشّرع
9 نوفمبر 2016لا يجوز تأخير الإسلام لأجل الغُسل ولو لحظة
لا يجوز تأخير الإسلام لأجل الغُسل ولو لحظة
مما يجب التحذير منه قول بعض الناس في مؤلفاتهم من أن الكافر إذا أراد أن يسلم يغتسل ثم يتشهد، وهذا باطل بل الواجب عليه أن يتشهد الشهادتين ثم يغتسل إن كان أجنب في حال كفره وجوبًا وندبًا إن كان لم يجنب، ولا يجوز تأخير الإسلام لأجل الغسل ولو لحظة، ولا يجوز أن يقال له اذهب فاغتسل ثم نلقنك الشهادة، وقد قال الفقهاء (من أشار لمن يريد الدخول في الإسلام وعرض عليه أن يلقنه الشهادة انتظر إلى وقت كفر) وكثير ممن يدعون الإرشاد إلى الدين يؤخرون من طلب منهم الدخول في الإسلام من أن يدخل فيه بقولهم فكر مدة ثم تُسلم، وقد حصل هذا من بعض ممن ينتسب إلى فئة تدعي العلم وهذا دليل على شدة الجهل لأنهم لا يتعلمون الفقه حيث أن زعيمهم قال والعياذ بالله (الاشتغال بالفقه في هذا الزمان مضيعة للعمر) يريد أن يتركوا التعلم ويصرفوا أوقاتهم في قتل الناس واغتيالهم.
فمن جاء يريد الدخول في الإسلام قائلا لقني كيف أدخل في الإسلام، يقال له فورا قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، باللغة التي يفهمها، ولا يجوز تأخيره، ولا يجوز أن يقال له اغتسل ثم ارجع، أو اذهب فكر ثم ارجع، أو اقرأ هذا الكتاب ثم ارجع، نلقنك، ففي كفاية الأخيار لتقي الدين الحصني (ولو قال شخص لخطيب أو واعظ أريد الإسلام فلقني كلمة الشهادة فقال اقعد حتى أفرغ وألقنك كفر في الحال).
وفي التوضيح في شرح المختصر الفرعي لابن الحاجب للفقيه خليل بن إسحاق بن موسى ضياء الدين الجندي المالكي المصري (المتوفى 776هـ)، باب الردة (ونقل ابن عبد السلام وابن راشد عن القرافي أن الخطيب إذا جاءه من يريد النطق بكلمة الإسلام فقال اصبر حتى أقرأ خطبتي أنه يحكم بكفر الخطيب لأن ذلك يقتضي أنه أراد بقاءه على الكفر).
وقال الحافظ المجتهد أبو الحسن علي بن القطان في الإقناع في مسائل الإجماع (ذكر صفة كمال الإيمان) وأجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به محمد حق، وأتبرأ من كل دين خالف الإسلام وهو بالغ صحيح العقل أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر كان مرتدًا.
وَفي شَرْح صَحِيح مُسْلِمِ لِلقَاضِى عِيَاض المُسَمَّى إِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِدِ مُسْلِم (باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا) (ومذهب أهل السنة أن المعرفةَ مُرْتَبطةٌ بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجى من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر عليها من آفة بلسانه أو لم تمهله المدةُ لقولها حتى اختُرِم) وقال رحمه الله تعالى (فنُقرّر أولاً أن مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين على مذهبهم من الأشعريين أن أهل الذنوب فى مشيئة الله تعالى وأن كل من مات على الإيمان وشهد مخلصاً من قلبه بالشهادتين فإنه يدخل الجنة، فإن كان تائباً أو سليماً من المعاصى والتبعات دخل الجنة برحمة ربه وحُرّم على النار بالجملة).