جواز التبرك بالأنبياء والصالحين وءاثارهم (من شَرح صَحِيح البُخارِيّ للحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلانِيّ ت 852هـ)
2 يونيو 2017النّصيحة بالرفق واللّين
7 يونيو 2017تفصيل مَسّ الذكر عند المالكيّة فيه ثلاثة أوجه (كلامنا عن نقض الوضوء)
تفصيل مَسّ الذكر عند المالكيّة فيه ثلاثة أوجه ( كلامنا عن نقض الوضوء)
وأما مسّ الذكر ففيه ثلاثة أوجه:
الوجه الأول (أن يقصد الرجل إلى مسه ويجد اللذة، فعليه الوضوء باتفاق).
والوجه الثاني (أن يَمَسّه بغير قصد ويجد اللذة، فعليه الوضوء باتفاق).
والوجه الثالث (أن يمسّه بباطن الكف أو بباطن الأصابع، فعليه الوضوء، وجد اللذة أو لم يجدها، لأن باطن الكف والأصابع محل اللذة، هذا مذهب ابن القاسم) (1).
وذهب غيره إلى أنه إذا لم يقصد إلى مسّه ولَم يجد اللذة، فلا وضوء عليه (2).
والأول أشهر.
وحكم ما تقدم ذكره من أنواع اللمس، أن يكون من غير ثوب حائل، فإذا كان من فوق ثوب حائل، فإنه لا يخلو ذلك الثوب من أَن يكون صفيقا (3) أو رقيقا.
فإن كان صفيقا، فإنه يمنع وجُود اللذة، فلا يجب عليه الوضوء، فإن وُجدت اللذة معه وجب الوضوء.
فإن كان رقيقا فهو كَلاَ شيء، فلذلك لا يُعتد به.
(1) انظر المدونة (8/1).
وابن القاسم هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي المصري، يعرف بابن القاسم، فَقِيه جمع بين الزهد والعلم، تفقه بالإمام مالك ونظرائه، له المدونة، وهي من أجلّ دواوين المالكية، مات سنة 191 ه طبقات الفقهاء للشيرازي (141)، وترتيب المدارك (3 / 244 – 261)، والديباج المذهب (1 / 409 – 412 ).
(2) ذهب إلى هذا الرأي ابن وهب، وهو مذهب البغداديين من المالكية انظر التمهيد لابن عبد البر (17 / 200 – 201).
(3) يقال ثوب صَفِيق متين بيّن الصفاقة، وقد صفق صفاقة كثف نسجه، فهو جيّد النسج. المحكم والمحيط الأعظم (6 / 213)، لسان العرب (10 / 204) مادة صفق.
من كتاب منظوم الدُّرَر في شرح كتاب المختصر لأبي بكر محمد بن علي بن محمد بن الفخار الجُذامي الأرْكُشِي (ت 723هـ)، وكتاب المختصر لأبي الحسن علي بن عيسى بن عبيد الطليطلي من أهم المختصرات الفقهية المالكية التي أَلَّفت ببلاد الأندلس في القرن الرابع الهجري حتى قيل فيه (من حَفِظَهُ فهو فقيه قرية) قال ابن مغيث (لو كانت مثل مصر لمن اتقن حفظه)، توفي الفقيه الطليطلي في حدود منتصف القرن الرابع الهجري رحمه الله تعالى.
2 Comments
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاة وطلب مني الشخص الذي يحبني واحبه ان اقبله والمس ذكره بشرط الا يعيد اي طلب او يذكر اي موضوع جنسي مرة اخرى وهو يريد التقدم الى خطبتي ولا اشك في هذا ووافقت على طلبه لانني لا اريد ان اتركه واخدع شخصا اخر لانني احب هذا الشخص ولكنه متعصب لرأيه كثيرا ولم استطع ان اغير رأيه ماهو الحكم الشرعي لهذا وهل يقام علي حد الزنى واريد ان اتوب ارجوكم افيدوني حسب المذهب المالكي وباقي المذاهب وشكرا
وعليكم السلام
لا يا سلمى لا يقام الحد أي حد الزنا لمجرد مقدمات الجماع أو اللمس ولكن لابد من التوبة، هو طالما ليس زوجك فحرام لمسه بلا حائل، قَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لأَنْ يُطْعَنَ أَحَدُكُمْ بِحَدِيدَةٍ في رأْسِه خيرٌ لهُ مِنْ أنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ) رواه الطّبرانيُّ بإسناد جيد، وعَنْ معقل بنِ يسار قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لأَنْ يُطْعَنَ في رَأْسِ أَحَدِكُم بمِخْيَطٍ مِن حَديدٍ خَيرٌ لهُ مِن أنْ يَمَسَّ امْرَأةً لا تَحِلُّ لهُ) رواه الطّبرانيُّ.
والمِخْيَط: الإبرة.
وقالَتْ عائشةُ رضيَ الله عنها (ما مسَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدَ امرأةٍ قط لا تحل له).
ثم إنه يجب عليك أن تتوبي، تَجِبُ التوبَة مِنَ الذنوبِ فورًا عَلى كُلِّ مُكَلَّفٍ، وهيَ الندمُ وَالإقلاعُ والعزمُ عَلى أَن لا يَعودَ إليهَا.
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ (مَن أَصَابَ مِن هَذِهِ القَاذُورَاتِ شَيئًا فَليَستَتِر بِسِترِ اللهِ) رواه الدارمي، معناهُ أنَّ الشخصَ إذا عملَ معصيَة لا ينشرها بينَ الناسِ بل يسكُت ويتوب إلى اللهِ أحسَن، قال اللهُ تعالى ﴿يَـأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوبَةً نَّصُوحًا (8)﴾ سورة التحريم.