قصّة بلال الخَوَّاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُ مع سيّدنا الخَضِر عليه السلام
19 نوفمبر 2016من هو زيد بن عمرو بن نفيل؟
19 نوفمبر 2016لمحة عامة عن تاريخ الأندلس وفتحها
لمحة عامة عن تاريخ الأندلس
لم يُعرَفُ على وَجهِ التحديدِ من قَطَنَ تلك الديار قبل الفتح الإسلامي وإنما كانت هناك روايات وأخبار من قبيل الظنيات أوردها المؤرخونَ في مؤلفاتهم فقال الأديب المؤرخ ابن النظّام والذي كان من أهل قرطبة إِنَّ أول من سكن الأندلس على قديم الأيام فيما نقله الأخباريون من بعد عهد الطوفان قومٌ يعرفون بالأندلش أو الأندليش أو الأندالش وبهم سمي المكان، وهم الذين عمروها وتناسلوا فيها وتداولوا مُلكها دهرًا، وكانوا مفسدين في الأرض ثم أخذهم الله بذنوبهم فكان عدة ما عمرتها هذه الأمة البائدة مائة عام وبضع عشرة سنة فيما يزعمون، ثمَّ بعث الله لعمارتها الأفارقة وهم قومٌ أجلاهم ملك أفريقيا، فنزلوا الأندلس وتوالدوا فيها ونصبوا من أنفسهم ملوكًا عليهم وكانوا على ديانة من قبلهم في الجاهلية واستمر ملكهم مائة وسبعة وخمسين عامًا إِلى أن أهلكهم الله تعالى، ثُمَّ صَار مُلك الأندلس إِلى عجم روما وملكهم إشبان بن طيطش وبإسمه سميت الأندلس إِشبانيا وهو الذي بنى إِشبيلية، ثم دخل على هؤلاء الإشبانيين أمةٌ يُدعونَ البشتولقات وملكهم طلوبش بن بيطة واستولوا على مملكة الأندلس قبل أن تدخل عليهم أمة القوط الذين تغلبوا على البشتولقات وتفردوا بسلطانهم واتخذوا من طليطلة دار مملكتهم، وعلى هذا مدار بحثنا لأن الثابت أَنَّ المسلمين دخلوا الأندلس على دولة هؤلاء القوط الذين بلغ عدد ملوكهم ستة وثلاثين ملكًا ءاخرهم لُذَريق وكانت مدة أيام ملكهم بالأندلس ثلاثمائة واثنتين وأربعين سنة.
غريبة:
حُكِيَ أنََّهُ كان في طليطلة بيت مغلق عليه عدة أقفال وُكِّلَ بِهِ قَومٌ من القوط لئلا يفتح وقد عهد الأول في ذلك إِلى الآخر، فكلما قصد منهم ملك أتاه أولئك الموكلون بالبيت فأخذوا منه قفلاً وصيَّروهُ على ذلك الباب من غير أن يزيلوا قفل من تقدمه، فلما قعد لُذَريق أتاه الحراس يسألونه أن يَقْفِلَ على البابِ، فقال لهم لا أفعل أو أعلم ما فيه، ولا بد لي من فتحه، فقالوا له أيها الملك، إنه لم يفعل هذا أحدٌ ممن قبلك، وتناهوا عن فتحه، فلم يلتفت إِليهم ومشى إِلى البيت وظن أَنَّهُ بيت مال، ففضّ الأقفال عنه ودخل، فألفاه فارغًا لا شئ فيه، إِلا تابوتًا عليه قفل، فأمر بفتحه، فألفاهُ أيضًا فارغًا إِلا لوحة مُدّرجَة قد صورت فيها صور العرب عليهم العمائم وتحتهم الخيول، متقلّدي السيوف، رافعي الرايات على الرماح، وفي أعلاها أسطر مكتوبة بالأعجميّة، فَقُرِئَت فإذا فيها (إِذا كُسِرَتِ الأقفالُ عن هذا البيتِ وَفُتِحَ هذا التابوتُ فَظَهَرَ ما فيهِ من هذه الصور فإنَّ هذه الأمة المصوّرة في هذه اللوحة تدخل الأندلس، فتغلب عليها وتملكها) فَوُجِمَ لُذَريق وَنَدِمَ على ما فعل.
فتح الأندلس:
كَانَتْ عادةُُ مُلُوكِ الأندلُسِ أنهم يبعثون أولادهم الذكور والإناث إلى مدينة طليطلة ليكونوا في خدمةِ الملكِ، لا يخدمه غيرهم وكانوا يتأدبون بذلك، فإذا بلغوا الحلم أنكح بعضهم بعضًا وتولى تجهيزهم، فلما ولي لُذَريق أرسل إِليه يوليان صاحب الجزيرة الخضراء وسُبْتَه وغيرهما ابنةً لَهُ، فاستحسنها لُذَريق وافتضَّها، فكتبت إِلى أبيها فأغضَبَهُ ذلك فكتب إِلى موسى بن نُصَير وكان عامل الوليد بن عبد الملك على أفريقيا فاستدعاه إليه فسار إليه فأدخله يوليان مدائنه وأخذ عليه العهود له ولأصحابه بما يرضى به ثُمَّ وصف له الأندلس ودعاه إِليها، فكتب مُوسى بن نُصَير إِلى الخليفة الوليد بن عبد الملك بما فتح الله عليه وما دعاه إليه يوليان، فكتب إليه الوليد خضها بالسرايا ولا تغرر بالمسلمين في بحرٍ شديد الأهوال.