سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه أي ظلُّ العَرْشِ)
2 يوليو 2018تنزيه الله عن الجسمية والمكان (من كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين تصنيف خاتمة اللغويين وعمدة المحققين والمدققين الإمام الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي الأشعري الماتريدي)
2 يوليو 2018دعوةُ نفسٍ عضَّها الجوع وصَدَقَتْ لله في السجودِ والرُّكُوعِ
الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثِه المشهور الذي رواه البخاري وغيره (سَبْعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظلُّه، إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ورجلٌ قلبُه مُعلّقٌ بالمساجدِ، ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمَعَا عليه وتفرَّقَا عليه، ورجُلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتُ مَنصِبٍ وجمالٍ فقال إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدقَ بصدقةٍ فأخفاهَا حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ يمينُه، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عَيناه).
أولئك السبعةُ وأُناسٌ ءاخرونَ يُظِلُّهمُ اللهُ يومَ القيامةِ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه، أي ظلُّ العَرْشِ، فهم سالمونَ من حرِّ أذى الشَّمس.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ورجُلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصِبٍ وجمالٍ فقال إني أخافُ الله).
فقد وردَ أنَّ رجُلا منَ الصالحين سمِعَ بشخصٍ في بلدةٍ، مجابِ الدعاء، فذهبَ إليه واستضافَه ثلاثَ ليالٍ فلمْ يجِدْ فيه شيئًا زيادةً، فقال له بعدَ الأيامِ الثلاث أسألُكَ ما سرُّ إجابةِ دعوَتِك؟
فقال له تلك دعوةُ نفسٍ عضَّها الجوع، وصَدَقَتْ لله في السجودِ والرُّكُوعِ، فأعطَاها مُنَاها وأجابَ دُعَاها.
قال وكيفَ ذلك؟
قالَ له أصابَ الناسَ قحطٌ، فبينما أنا ذاتَ ليلةٍ، فإذا بامرأةٍ جميلةٍ تُخْجِلُ البدرَ مِن جمالها دقّتِ البابَ، وطلبَتْ مني طَعامًا فقلتُ لها لا، إلا أن تُراوِدِيني عن نفسِكِ.
فقالت لي الموتُ ولا معصيةُ ربي، وَرَجَعَتْ وهي تبكي.
ثم رجَعَتْ بعد أيامٍ وقد طواها الجوعُ وأشرَفَتْ على الهلاكِ وطلبتْ مني طعامًا، فقلتُ لها إلا أنْ تُراوِدِيني عن نفسك، فقالت الموتُ ولا معصيةُ ربي، الموتُ ولا معصيةُ ربي، فعادتْ ولم تَكَدْ تحتَمِل، فقلتُ لها مثلَ ذلك فرَجَعَتْ وهي تبكي فَلَحِقْتُ بها وسمعتُها تقولُ ءاياتٍ تُناجي اللهَ تعالى، فلمّا سمعتُها تقولُ ذلك زادَ الإيمانُ في قلبي وحبُ الخير، وتبتُ إلى اللهِ، فقلتُ لها ارجِعي وخُذِي ما تشائينَ لوجهِ الله، فَرَجَعَتْ وفَعَلَتْ ثم رفَعَتْ يدَيْها إلى السماءِ وقالت اللهمَّ كما هديتَ قلبَهُ، وأَنَرْتَ لُبَّهُ فأَجِبْ دعاءَهُ ،ولا تَرُدَّهُ اللهمَّ خائبا.