حديث (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ….) الحديث
14 نوفمبر 2016نبي الله ءادم عليه الصلاة والسلام
14 نوفمبر 2016قِصَّةُ سَيِّدِنَا عِيسَى وَجَمَاعَتِهِ لَمَّا مَرُّوا بِقَبْرٍ
قِصَّةُ سَيِّدِنَا عِيسَى وَجَمَاعَتِهِ لَمَّا مَرُّوا بِقَبْرٍ
هَذَا الْقَبْرُ وَصَفَهُ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، مَرَّةً عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ هُوَ وَجَمَاعَتُهُ الْمُؤْمِنُونَ أَتَوْا إِلَى قَبْرٍ فَالَّذِينَ مَعَه جَمَاعَتُهُ، قَالُوا مَا أَضْيَقَ الْقَبْرَ هَكَذَا، فَقَالَ لَهُمْ لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَرَوْنَ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ إِنَّ لِلْقَبْرِ لَشَأْنًا، مَعْنَاهُ الأُمُورُ الْخَفِيَّةُ لِلْقَبْرِ حَالاتٌ خَفِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، هَذَا الْقَبْرُ الَّذِي تَرَوْنَهُ مَسَافَةً قَصِيرَةً ضَيِّقَةً، اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَجْعَلُهُ وَاسِعًا عَلَى مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ يَتَنَعَّمُونَ فِيهِ.
فَالإيمانُ بِنَعيمِ القَبرِ واجِبٌ فَإِنَّه عليه الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَخبَرَ بذلِكَ أَيضًا، (إِنَّ العَبدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبرِهِ وَتَوَلَّى عَنهُ أَصحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسمَعُ قَرعَ نِعَالِهِم، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ ما كُنتَ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ فَأَمَّا المُؤمِنُ فَيَقُولُ أَشهَدُ أَنَّهُ عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ انظُر إِلى مَقعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَد أَبدَلكَ اللهُ بِهِ مَقعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا) رواهُ الشَّيخان،
فى هذَا الحديثِ أَنَّ المؤمِنَ أَي المؤمِنَ الكامِلَ وَهوَ الذي يُؤَدّي الفَرائِض وَيَجتَنِب المعاصِي يُوَسَّعُ عليه قَبرُهُ سَبعينَ ذراعًا أَي طُولاً وَعَرضًا كَمَا جَاءَ في رِوايَةٍ لِهذا الحديثِ سَبعينَ في سَبعينَ، المعنى أَنَّ الطُّولَ سَبعونَ وَالعَرضَ سَبعونَ وَأَنَّهُ يُملأُ خَضِرًا أَي يُوضَعُ في قَبرِهِ فَيُملأُ مِنَ النَّباتِ الأَخضَرِ مِن نَباتِ الجنَّةِ، وَهذا كُلُّهُ حَقيقِيٌّ ليس وَهمِيًا، اللهُ تَعالى يَحجُبُ ذلك عَن أبصارِ الناسِ.
وَتَوسيعُ القَبرِ يكونُ للمُؤمِنِ التَّقِيِّ وَمَن شَاءَ اللهُ له مِن غَيرِ الأَتقِياءِ كَبَعضِ الشُّهَداءِ مِمَّن استَشهدوا وَلَم يَكونوا أَتقِياء، وَتَكونُ قُبُورُهُم مُنَوَّرَةٌ، وَبَعضُ المتَّقينَ يَزيدُ في النَّعيمِ بِأَن يُوسَّعَ قَبرَهُ مَدَّ البَصَرِ كَمَا حَصَلَ للصَّاحبِي الجليلِ العَلاءُ بنُ الحضرَمِي رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي كان مِن أكابِرِ الأولياءِ.