الفرق بين النبيّ والرسول (من جؤنة العطار في طرف الفوائد و نوادر الأخبار للحافظ أحمد بن الصديق الغماري المغربي المتوفّى 1380 هـ)
5 مارس 2017لا يجوز لأحد أن يؤم حتى يعلم العقيدة (من المسائل الفقهية لأبي علي عمر بن قدّاح الهواري التونسي المالكي المتوفّى 734 هـ)
5 مارس 2017الفرقة الناجية (من شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى للفقيه الحنفي الشيخ مُلّا علي القاري المتوفّى 1014هـ)
قال الشيخ مُلّا علي القاري الحنفي في شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى ما نَصُّه (فرقةٌ واحدةٌ (أي هي الفرقة الناجية) كما في نسخة صحيحة (للحديث النبويّ) وهم الذين قال فيهم النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم هم الذِين علَى ما أنا عليه وأصحابي وهم أهلُ السنّة والجماعة مِن الفقهاء كالأئِمّة الأربَعة والْمُحَدِّثِين والْمُتَكَلِّمِينَ مِن الأشاعِرَةِ والْمَاتُرِيدِيّة ومَن تَبِعَهُم لِخُلُوِّ مَذَاهِبِهِم مِن البِدْعَةِ). انتهى
*** انشُر صُوَرَ الأدِلّةِ ***
وليعلم أن أهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره (أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وفيه قوله (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بُحبُوحة الجنة فليلزم الجماعةَ) صححه الحاكم وقال الترمذي حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية (وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة) والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل، والنصيحة لوليّ الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم)، قال الحافظ ابن حجر حديث حسن.
ثم حَدَثَ بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيَّضَ الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أَتَم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون.
فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدة التي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر.