تَكفِيرُ المجَسّمَةِ (من مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للإمامُ المفسِّر الأصولي فخرُ الدِّين الرّازي الشافعيّ المتوفى 606هـ)

بيان أن صوت المرأة ليس بعورة (من فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى 852 هـ)
بيان أن صوت المرأة ليس بعورة (من فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى 852 هـ)
27 فبراير 2017
علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة الكبرى
28 فبراير 2017
بيان أن صوت المرأة ليس بعورة (من فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى 852 هـ)
بيان أن صوت المرأة ليس بعورة (من فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى 852 هـ)
27 فبراير 2017
علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة الكبرى
28 فبراير 2017

تَكفِيرُ المجَسّمَةِ (من مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للإمامُ المفسِّر الأصولي فخرُ الدِّين الرّازي الشافعيّ المتوفى 606هـ)

تَكفِيرُ المجَسّمَةِ (من مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للإمامُ المفسِّر الأصولي فخرُ الدِّين الرّازي الشافعيّ المتوفى 606هـ)

قال الإمامُ المفسِّر فخرُ الدِّين الرّازي الشافعي (ت 606هـ) في تَفْسِيرِه ما نصُّه (مَنْ قَالَ إِنَّ الْإِلَهَ جِسْمٌ فَهُوَ مُنْكِرٌ لِلْإِلَهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ لِأَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِ مَوْجُودٌ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا حَالٍّ فِي الْجِسْمِ، فَإِذَا أَنْكَرَ الْمُجَسِّمُ هَذَا الْمَوْجُودَ فَقَدْ أَنْكَرَ ذَاتَ الْإِلَهِ تَعَالَى، فَالْخِلَافُ بَيْنَ الْمُجَسِّمِ وَالْمُوَحِّدِ لَيْسَ فِي الصِّفَةِ (فَحَسْبُ) بَلْ فِي الذَّاتِ، فَصَحَّ فِي الْمُجَسِّمِ أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ باللَّه). انتهى

فائدة:
إذا قُطِعَتْ لَفْظةُ (حَسْب) عنِ الإضافةِ ونُوِيَ مَعْنَى الْمُضافِ إليهِ المحذوفِ فإنّ (حَسْبُ) تُبْنَى في هذَا الاستِعْمالِ علَى الضَّمّ، تَقُول قَرَأتُ ثَلاثةَ أَجزاءٍ مِن القُرءانِ فَحَسْبُ، فالفَاءُ زَائِدةٌ وَحَسْبُ مُبتدأٌ مَبنيٌّ علَى الضَّمِّ فِي محل رَفْعٍ، والخَبَرُ مَحْذُوفٌ، والتَّقدِيرُ فَحَسْبُ الثَّلاثةِ مَقْرُوءٌ.

قال الإمامُ ابن مالِكٍ النَّحْوِيُّ في ألفِيَّتِه:
واضْمُم بِنَاءً غَيْرًا انْ عَدِمْتَ مَا *** لَهُ أُضِيفَ نَاوِيًا مَا عُدِما
قَبْلُ كَغَيْرُ بَعْدُ حَسْبُ أَوَّلُ *** وَدُوْنُ والجِهَاتُ أَيْضًا وَعَلُ

*** انشُر صُوَرةَ الدَّلِيل ***

تَكفِيرُ المجَسّمَةِ (من مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للإمامُ المفسِّر الأصولي فخرُ الدِّين الرّازي الشافعيّ المتوفى 606هـ)تَكفِيرُ المجَسّمَةِ (من مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير للإمامُ المفسِّر الأصولي فخرُ الدِّين الرّازي الشافعيّ المتوفى 606هـ)

ونقول:
القَولُ الحَقُّ تَكفِيرُ المجَسّمَةِ فقَد ثَبَتَ عن الأئمّةِ الأربَعَةِ ذلكَ أبي حَنِيفَةَ ومَالِكٍ والشّافعِيّ وأحمَد والإمامِ أبي الحَسَن الأشعَريّ والإمام أبي مَنصُورٍ الماتُرِيديّ وأَشَدُّهُم في ذلكَ مَالِكٌ فقَد رَوى عنه الإمامُ المجتَهِدُ ابنُ المنذِر أنّهُ قالَ على أنْ يُستَتابَ أهلُ الأهواءِ فإنْ تَابُوا وإلا ضُرِبَت أعنَاقُهُم، أهلُ الأهواءِ هُمُ الذينَ ابتَدَعُوا في الاعتقادِ، المعتزلةُ والمشَبّهَةُ المجَسّمَةُ والجَبريّةُ إلى ءاخِر فِرَقِهم.

فقد قالَ الإمامُ أحمَدُ بنُ حَنبَل (مَن قالَ اللهُ جِسمٌ لا كالأجسَام كَفَر) نقَلَ ذلكَ عَنهُ بَدرُ الدّين الزّركَشيّ وصَاحِبُ الخِصَالِ الحَنبَلِيّ، وقالَ الشّافعِيُّ (لا يُكَفَّرُ أهلُ القِبلَةِ واستَثنى المجَسّم) قَالَه السُّيُوطيّ في كتابِ الأشبَاه والنّظَائر، وقالَ أبو حَنِيفَةَ في كِتابِه الوَصِيّة (مَن اعتَقدَ حُدوثَ صِفَةٍ مِن صِفاتِ اللهِ أو شَكَّ أو تَوقَّفَ كَفَر)، وقَد تَسَاهَلَ النّاسُ اليَومَ في أَمرِ المشَبّهَةِ مَع أنّهم يُصَرّحُونَ بتَكفِير غَيرِهم كَائِنًا مَن كَانَ، أَعني مُشَبّهَةَ العَصرِ الوهّابيّة، وكَثِيرٌ مِنهُم لأجلِ المالِ يَمدَحُونَهم وهؤلاءِ بَاعُوا الآخِرَةَ بالمالِ وأمّا مَا يُعزَى إلى ابنِ عبدِ السّلام منَ القَولِ مِنْ عَدَم تَكفِيرِ الجِهَوِيّةِ الذينَ يُثبِتُونَ تَحيُّزَ اللهِ في جِهةِ فَوقٍ فَلا اعتِدَادَ بهِ لأنّ هَذا مُخَالِفٌ لِمَا قَالَهُ الشّافعِيُّ وعِزُّ الدّينِ ابنُ عبد السّلام مِن مُتَأخّري الشّافعِيّة.

كيفَ لا يُكَفَّرُونَ وهُم يُكَفّرُونَ جمِيعَ الأُمّةِ أي مَن ليسَ مِنهُم بل يُكَفّرُونَ الأشعَريّةَ والماتريديّةَ وهم الأمّةُ المحَمَّدِيّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *