قال الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه (إنه تَعالَى كانَ ولا مكانَ فخَلَقَ المكان وهو علَى صِفَةِ الأَزَلية كما كان قَبل خَلْقِهِ المكانَ، لا يَجُوز علَيه التَغْيِيرُ في ذاتِه ولا التَبْدِيلُ في صِفاتِه) نقله عنه الحافظُ محمد مرتضى الزبيدي في كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين الجزء الثاني، ص 24.
وفي الحاشية (وأنه (أي الله) ليس بجسمٍ محصورٍ ولا بجوهرٍ محدودٍ مُقَدَّرٍ، وأنه لا يُماثِلُ الأجسامَ لا في التقدير ولا في قبول الانقسام، وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر، ولا بعَرَضٍ ولا تحله الأعراض، بل لا يماثل موجودًا ولا يُماثِلُهُ موجودٌ، ليس كمثله شىءٌ ولا هو مثلُ شىءٍ، وأنه لا يَحُدُّهُ المقدار ولا تحويه الأقطار ولا تُحيط به الجهات الست ولا يكتنفه الأراضون ولا السموات).
هذا بيان من الشافعي على أن الله موجود بلا مكان وقد ثبت عنه رضي الله عنه أنه قال (المجسم كافر) ذكره الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر ص 488 والوهابية مجسمة فالشافعيّ كفرهم، كما قال ذلك الإمام أحمد بن حنبل وغيره من العلماء كمالك وأبو حنيفة رضي الله عنهم كلّهم كفّروا المجسمة، وهذا ما عليه الأئمة المعتبرين من السلف والخلف وما خالف في هذه العقيدة إلا ابن تيمية وابن عبد الوهاب زعماء الوهابية المجسمة الذين نسبوا لله القعود والجلوس والجسم والحد والمكان والتغير وهذا كله تشبيه وكله نسبة النقص لله تعالى، تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا.
***انشُر صُوَرَ الأدِلّةِ***