تـنزيه لله عن الجهة والمكان (من جامع البيان عن تأويل آي القرءان لإمام المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري توفّي 310 هـ)
6 مارس 2017دليل على جواز الاستشفاء بالقرءان كتابةً (من فَيْضِ القَدِير شرح الجامِع الصَّغِير للمُناوِيُّ توفّي 1031 هـ)
6 مارس 2017تنزيه الله عَن الزَّمَان وَالْمَكَان (من كتاب التوحيد لشيخ الإسلام الإمام أبي منصور محمد بن محمد الماتُريديّ توفّي 333 هـ)
قال الإمام أبو منصورٍ الماتُريديُّ (توفّي 333 هـ) في كتاب التوحيد ص 106 (وَلا يُوصَفُ شَىءٌ بِالْقُربِ إِلَى الله مِن طَرِيق الْمَسَافَة والْمِساحة وَلا (يُوصَفُ) هُوَ بِالقُرْبِ إِلَى شَىءٍ مِن ذَلِك الوَجْهِ، إِذْ ذَلِك جِهَةُ الْحُدُودِ وَالتَّقْدِيرِ بالأَمْكِنَة، وَقد كَانَ (الله) وَلا مَكَان فَهُوَ على مَا كَانَ يَتَعالى عَن الزَّمَان وَالْمَكَان).
الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي نسبة إلى ماتريد وهي محلة بسمرقند فيما وراء النهر، قام بنصرة أهل الحق فصار له أتباع يدافعون عن عقيدة أهل السنة ويكشفون انحراف المبتدعة من المعتزلة وغيرهم، وعرف المنتسبون إليه باسم الماتريدية.
*** انشُر صُورَةَ الدَّلِيل ***
الماتريدية والأشعرية شأنهم نصرة الحق:
اعلموا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
لقد كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة واحدة لم يكن بينهم خلاف في العقيدة ثم ظهرت في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرقة الخوارج ثم ظهرت فيما بعد القدرية وهم المعتزلة وظهرت المرجئة، وفي أيام المأمون العباسي ظهر النجارية وغيرها من الفرق الضالة ثم حَدَثَ بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيَّضَ الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أَتَم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون.
ولا زال علماء الإسلام يردون على أهل البدع ليحذرهم الناس، ومن هؤلاء العلماء أبو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري الذي ولد بعد النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وتوفي قبل منتصف القرن الرابع الهجري فقام هذا الإمام بتفنيد شبه أهل الزيغ فلم يسرف في التعطيل ولم يغل في التشبيه وألهمه الله نصرة السنة بحجج المنقول والمعقول، فأثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ونفى عنه ما لا يليق بجلال الله تعالى.
فهو رحمه الله لم يبدع رأيًا ولا مذهبًا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك، السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريًا، فمن هنا جاءت تسمية الأشاعرة نسبة لهذا الامام.
وفي زمن هذا الامام أيضًا قام بنصرة أهل الحق الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي نسبة إلى ماتريد وهي محلة بسمرقند فيما وراء النهر، فصار له أتباع يدافعون عن عقيدة أهل السنة ويكشفون انحراف المبتدعة من المعتزلة وغيرهم، وعرف المنتسبون إليه باسم الماتريدية.
فصنف أتباع الماتريدي والأشعري من بعدهما المئات من المجلدات في الرد على المخالفين للإسلام بالحجج الدامغة الكثيرة والمناظرات العديدة، ورفعوا لواء مذهب الأشعري في الخافقين (المشرق والمغرب).
وأبرزهم في نشره ثلاثة:
الأستاذ أبو بكر بن فورك، وأبو اسحق الإسفراييني والقاضي الامام أبو بكر الباقلاني، فالأولان نشراه في المشرق والقاضي نشره في المشرق والمغرب، فما جاءت المائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية لم يشذ عنهما سوى نزر من المعتزلة وشرذمة من المشبهة وطائفة من الخوارج، فلا تجد عالمًا محققا أو فقيهًا مدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي.
وعقيدة الأشاعرة والماتريدية واحدة وهي الإيمان بأن الله عز وجل واحد لا شريك له موجود لا يشبه الموجودات لا يحويه المكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء، لا يحل في شىء ولا ينحل منه شىء، منزه عن الجلوس والجهة والجوارح والأعضاء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.