قال الإمام أبو منصور البغدادي في كتابه في كتابه الناسخ والمنسوخ (وأجمع أصحاب الشافعي وأكثر المتكلمين من أصحاب الحديث على تحريم ذبائح أهل الأهواء من المعتزلة والنجارية والجهمية وغلاة الروافض والمشبهة الذين يقولون في الله بصورة وحد ونهاية أو بحلول الحوادث فيه وبتحريم ذبيحة كلّ من يحرم ذبيحة أهل السنة على نفسه). انتهى
*** انشُر صُوَرَ الأدِلّةِ ***
فكلام أبي منصور البغدادي رحمه الله تعالى فيه تكفير للمجسمة لأنه معلوم عند المسلمين أن الذَّكَاة شَرْطُهَا أَنْ تَكُونَ بِيَدِ مُسْلِمٍ أَوْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ، وَأَمَّا مَنْ سِوَى أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْكُفَّارِ فَذَبِيحَتُهُمْ مَيْتَةٌ وَلَوْ ذَبَحُوا كَمَا يَذْبَحُ الْمُسْلِمُونَ.
وهذا نص الإمام الأستاذ المتكلم الفقيه الشافعي أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي في تكفير المشبهة قال الإمام الأستاذ المتكلم الفقيه الشافعي أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي المتوفى سنة 429 هجري في كتابه أصول الدين والمعروف أيضا بالتبصرة البغدادية ما نصه وأما مجسّمة خراسان من الكرّامية فتكفيرهم واجب لقولهم بأنّ الله له حدّ ونهاية من جهة السفل ومنها يماسُّ عرشه ولقولهم بأنّ الله محل للحوادث وهذا تكفير لمن نسب لله الحد أو من قال إنه تعالى محل للحوادث.
*** انشر صورة الدليل ***
واعلم أن المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى لا يحلُّ في مكان، ولا يحويه مكان ولا يسكن السماء ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان، ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودًا في الأزل بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يزال موجودًا بلا مكان.
وليُعلم أن أهل الحديث والفقه والتفسير واللغة والنحو وعلماء الأصول، وعلماء المذاهب الأربعة من الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة (إلا من لحق منهم بأهل التجسيم) والصوفية الصادقين كلهم على عقيدة تنـزيه الله عن المكان إلا أن المشبهة ومنهم نفاة التوسل شذّوا عن هذه العقيدة الحقة فقالوا إن الله يسكن فوق العرش والعياذ بالله تعالى.