الرد على ابن تيمية في تحريمه زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم (من السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل للإمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفَسّر الْمُقْرِئ الأصولي الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ تقي الدين السبكي المُتوفّى 756 هـ)
16 أبريل 2019الرد على ابن تيمية في تحريمه زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم (من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المُلقّب بأمير المؤمنين في الحديث المُتوفّى 852 هـ)
18 أبريل 2019زيارة قبر الرّسول عليه الصّلاة والسلام سنة من سنن المسلمين مجمع عليها (من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته المتوفى 544هـ)
في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، يقول القاضي عياض (وزيارة قبره عليه السلام سنة من سنن المسلمين مجمع عليها).
***انشر صور الدليل***
عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل، عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم، ولي قضاء سبتة، ومولده فيها، ثم قضاء غرناطة، وتوفي بمراكش مسموما، قيل سمه يهودي.
2 Comments
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (لاتجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدًا وصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم) حديث صحيح أخرجه أحمد 2 367 وأبو داود 2042 فقد قال القاضي عياض، وابن حجر كما نقل الخفاجي في نسيم الرياض 3-502 المراد لا تتخذوها كالعيد في العام مرة بل أكثروا زيارتها أي القبور.
قال الشيخ زكي الدين المنذري يحتمل أن يكون المراد به الحثّ على كثرة زيارته صلّى الله عليه وسلّم وأن لايُهمل حتّى لا يُزار إلا في بعض الأوقات كالعيد، الّذي لا يأتي في العام إلّا مرّتين قال ويؤيد هذا التأويل ما جاء في الحديث نفسه (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، أي لا تتركوا الصلاة في بيوتكم حتى تجعلوها كالقبور التي لا يُصلّى فيها) وقد ذكر السيوطي في مناهل العرفان أنّ حديث (مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي) قال الذهبي يقوى بتعدد طرقه.
المدد والغوث والعون والتعوذ والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة والتوسل والتوجه بفلان الصالح الى الله، كل ذلك بمجرّده ليس عبادة لذلك الصالح من حيث اللغة ولا من حيث الشرع ومن ادّعى غير ما نقول فهو كذاب لا يجد ما يزعمه كذباً وزوراً في كتب أهل اللغة ولا في كلام السلف الصالح رضي الله عنهم.
فقد فعله السلف الصالح والصحابة رضوان الله عليهم، رواه البخاري في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما استغاث بالنبيّ حين خدرت رجله نادى قائلاً (يا محمد) فشفاه الله، ذكرها كذلك ابن تيمية الضال المتناقض مرجع الوهابية أدعياء السّلفية في كتاب له سماه الكلم الطيب، معناه يستحسن ذلك. وطلب ابن عمر الاستمداد من النبي وتوسله واستغاثته به صلى الله عليه وسلم ليس عبادة من ابن عمر للنبيّ.
قال البخاري رحمه الله في صحيحه [باب العون بالمدد]، ثم يذكر حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان (قبائل)، فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدّوه على قومهم فأمدّهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار إلى آخر الحديث.
وفي لسان العرب لابن منظور [أمددت الجيش بمدد، والاستمداد طلب المدد. قال أبو زيد: مددنا القوم أي صرنا مدداً لهم وأمددناهم بغيرنا].
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن لله ملائكة في الأرض سِوى الحَفَظَة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدَكم عَرجَةٌ بأرض فلاة فليُنادِ أعينوا عباد الله) رواه الحافظ الطبراني، قال الحافظ الهيثمي رجالُهُ ثِقات.
وفي هذا الحديث دليل واضح على جواز الاستغاثة بغير الله لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا أن نقول إذا أصابت أحدنا صعوبة في فلاة من الأرض أي برّيّة (يا عباد الله أعينوا) فإن هذا ينفعه أي بإذن الله.
وهذا الحديث حسّنه الحافظ ابن حجر العسقلاني ونصه كما في أماليّه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن لله ملائكة سوى الحفظة سياحين في الفلاة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدَكم عرجةٌ في فلاة فلينادِ يا عباد الله أعينوا) معناه أن الله تعالى يُسمع هؤلاء الملائكة الذين وُكّلوا بأن يكتبوا ما يسقط من ورق الشجر في البرية نداء هذا الشخص وإن كانوا على مسافة بعيدة منه، وهذا الرد من نفائس الاسلام فإن ذلك غير ممتنع على قدرة الله.
وقد يكون ما هو من جنس ذلك كرامةً لوليّ من أولياء الله في حياته أو بعد موته فإن ذلك لا يُعجز اللهَ عز وجل، ومعروف أن بعض الصحابة جلس فتكلم بعد موته كرامة له ومن ذلك ردّ عالم من آل النويري توفي شهيداً حميداً على بعض الفرنج حين استهزأ به بعد موته فقرأ هذا الفقيه شيئاً من القرآن في حياة الشهداء بعد موتهم، فتشهّد الفرنجي، دخل في الإسلام، نقلها السيوطي وغيره.
والعبادة نهاية التذلل وغاية الخشوع والخضوع وليس كما يقول الوهابي ان العبادة هي الاستغاثة والاستعانة والتعوذ، هذا غير موجود في كتب اللغويين والفقهاء الأكابر، لا في كتب الأوائل منهم ولا الأواخر.
الله الخالق وحده يستحق العبادة التي هي نهاية التذلل، أما الاستعانة أو استمداد مخلوق من مخلوق بمجرّده فلا يكون ذلك عبادة لهذا المخلوق وهذا متعارف عليه شرعاً وعرفاً بين الناس لا ينكر ذلك إلا مكابر، قال الله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) وكلاهما مخلوق، فلو كانت الاستعانة معناها العبادة لكان الله آمراً بالشرك، وهذا مؤدى كلام الوهابي يجعل كتاب الله آمراً بالشرك والعياذ بالله تعالى.