عادة الإحتفال بالمولد متجذرة في بلادنا وفي المغرب بصفة عامة
6 ديسمبر 2016ﺃبيات جميلة في مدح خير الخلق سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام
7 ديسمبر 2016الحافظ ابن دحية دخل إربل فوجد ملكها يعتني بالمولد فعمل له كتاب سمّاه التنوير في مولد البشير النذير
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
فإنَّ الحافظ ابن دحية صاحب كتاب التنوير في مولد البشير النذير، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها يعتني بالمولد فعمل له كتاب التنوير في مولد البشير النذير، وهو أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد ابن فرج بن دحية الكلبي السبتي الأندلسي المالكي أصله من بلنسية.
قال عنه السيوطي رحمه الله في بغية الوعاة (ابن دحية الكلبي عمر بن الحسن بن علي بن محمّد بن الجميل بن فرح بن دحية الكلبي الأندلسي البلنسي الحافظ، أبو الخطّاب، كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث وما يتعلّق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيّام العرب وأشعارها، سمع الحديث ورحل، وله بنى الكامل دار الحديث الكامليّة بالقاهرة، وجعله شيخاً، حدث عنه ابن الصلاح وغيره، ومات ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة) وقال عنه في كتاب حسن المحاضرة (ابن دحية الكلبي ابن دحية، الإمام العلامة الحافظ الكبير، أبو الخطاب، عمر بن الحسن الأندلسي البلنسي، كان بصيراً بالحديث متقناً به، له حظّ وافر من اللغة ومشاركة في العربية، له تصانيف، توطن مصر وأدب الملك الكامل، ودرس بدار الحديث الكاملية، مات أربع عشرة ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة). انتهى
إخوة الإيمان، ماذا عسانا نقول من القول السديد في يوم مولد الحبيب سيدِنا محمد؟ يا رسولَ الله أيها الفخمُ المفخَّم والنبيُّ المعظّم والحبيب الـمُكرّم، يا صاحبَ الفَضْلِ على أمتك، يا مَن ءاثَرْتَ أُمتَك بدعوتك التي أعطاك ربك فقلت (لِكُلّ نَبِيّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيّ دَعْوَتَهُ) رواه مسلم، ولكنكَ اختبأتها شفاعةً لهم وذلك منْ رحمتِك بهم وأنت كما وَصَفَكَ ربُّكَ في كتابه (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (سورة التوبة ءاية 128)، وأنت الذي يُقالُ لك يومَ القيامة (يا محمدُ سَلْ تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ) وأنت الذي تقول (أَيْ ربِّ أُمَّتي أمتي) رواه النسائي، وأنت الذي أرشدت للخير، فجزاك الله عن هذه الأمةِ خيرَ الجزاء.
أيها القائدُ المعلِّم، في شهر مولدِك نتذكرُ عظمتَكَ وفَضْلَكَ وخُلُقُكَ وجهادَكَ ووَصْفَ جمالِكَ وجميلَكَ علينا يا نبيَّ الله، حين يمدحُك المادحون ويذكرُ اسمَك الذاكرون، تأخذنا الشجونُ حتى كأن لسانَ الحال يقول يا ليتني أَحْظى باللقاء ولو بنظرةٍ منك في المنام كما حظيَ بها سيدُنا بلال الحبشي وقد كان له شرفُ الاجتماع بك ورؤياك يقظة، ومع ذلك لـمـَّا شاهدَ في المنام وجهك الأغرَّ إذ به يَصْحُو من نومه في تلك الليلة وتَحْدُوهُ الأشواقُ بِوَجْدٍ يتأجَّجُ في البطاح، يعجّل سيره في ليلٍ وصباح، ليصل المدينةَ الغرّاءَ فيقفَ على الأعتابِ، والعَبَرَاتُ من عينيه تنساب، علّها تخفف من حرقة في الفؤاد، ولكن هيهاتَ هيهات، فهو الذي وقبل مماته أطلق المقال فقال (غدًا نلقى الأحِبَّة محمدًا وصَحْبَه) غدًا لقاء محمد يومَ الجزاء.
فلهذا ولغيره الكثيرَ الكثيرَ نحن نحبك يا رسول الله، يا حبيبَ الله، ولذلك نُعلِّم أبناءنا اليوم كيف يحتفون بيوم مولدك.