الحافظ ابن دحية دخل إربل فوجد ملكها يعتني بالمولد فعمل له كتاب سمّاه التنوير في مولد البشير النذير
6 ديسمبر 2016ذكر مولده الشريف وإرضاعه عليه السلام وما وقع فيهما من العجائب والآيات الخوارق الغرائب
7 ديسمبر 2016ﺃبيات جميلة في مدح خير الخلق سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام
سَنَحْتَفِلُ بِمَولِدِ سَيّد البَشَر رَغْمَ أنُوف الحَاقِدين
ﻋﺠﺒﺎ ﻟقوم ﻳﺰﻋمون ﺿﻼﻟﺔ *** ﻓﺮﺣﻲ ﺑﻤﻮﻟﺪﻙ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎ
ﻭﻳﺮﻭﻥ ﺟﻬﻼ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﺔ *** ﻓﺘﺜﻮﺭ ﺛﻮﺭﺗﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻣﺎ
ﺳﻌﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﻧﻮﺭﻙ ﺷﻤﺮﻭﺍ *** ﻟﺘﻈﻞ ﻣﻨﺴﻴﺎ ﻭﺫﻛﺮﻙ ﻣﺒﻬﻤﺎ
ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻬﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﺳﻤﻪ *** ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻛﺎﺑﺮﻭﺍ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ *** ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻟﺪﻳﻜﻢ ﻣﺠﺮﻣﺎ
ﻭﺩﺧﻮﻟﻜﻢ ﺳﺒﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ *** ﻓﻠﻤﻦ ﺇﺫﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻟﻪ ﺟﻬﻨﻤﺎ
ﻻ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪﺍ *** ﻧﻮﺭﺍ ﻭﺷﺮﻓﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﺗﻜﺮﻣﺎ
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺃﻓﺘﻰ به *** ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺘﻴﻤﺎ
ﻟﻮﻛﺎﻥ ﺣﺒﻚ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻟﻔﺮﺣﺖ ﻓﻲ *** ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺟﺌﺘﻪ ﻣﺘﺒﺴﻤﺎ
ﺳﺤﻘﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎﺀ ﻣﺸﻮﻩ *** ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺗﺠﻬﻤﺎ
ﺭﻏﻤﺖ ﺃﻧﻮﻑ ﻻ ﺗﺸﻢ ﻋﺒﻴﺮﻩ *** ﻭﻋﻤﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻌﻈﻤﺎ
ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻌﻈﻢ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻤﻦ *** ﺃﺗﺮﻭﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺃﻋﻈﻤﺎ؟
إنَّ منَ البدَعِ الحسنةِ الموافقةِ لشَرعِ اللهِ تعالى عملُ المولدِ الشريفِ في شهر ربيعٍ الأول والذي حدثَ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بمئاتِ السنين، ومع ذلك لم ينكرْه العلماء، بل ذكرَ الحافظُ السَّخاويُّ في فتاويه أن عملَ المولدِ حدثَ بعد القرونِ الثلاثةِ ثم لا زَالَ أهلُ الإسلامِ مِنْ سائرِ الأقطارِ في المدنِ الكبارِ يعمَلونَ المولدَ ويتصدَّقُون في لياليهِ بأنواعِ الصدقاتِ ويعتنونَ بقراءةِ مولدِه الكريمِ ويظهرُ عليهم منْ بركاتِه فضلٌ عميم.
وللحافظ السُّيوطيِّ رسالةٌ سماها حسنُ المقصِد في عملِ المولد بين فيها أن عملَ المولدِ منَ البدعِ الحسنةِ التي يُثاب عليها صاحبُها لما فيه منْ تعظيمِ قدرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبَيَّن السُّيوطيُّ أنّ أولَ مَن أحدثَ عملَ المولدِ الملكُ المظفرُ ملكُ إربل وكان منَ الملوكِ الأمجادِ والكبراءِ الأجوادِ وكانَ له ءاثارٌ حسنةٌ وهو الذي عمّر الجامعَ المظفريَّ بسَفْحِ قاسْيون.
وقال ابنُ كثيرٍ في تاريخِه عن هذا الملك (كان يعملُ المولدَ الشريفَ في ربيعٍ الأول ويحتفلُ به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادِلاً رحمه اللهُ وأكرَمَ مثواه).
وقال ابنُ كثير (وقد صنفَ له الشيخُ أبو الخطابِ بنُ دحية مجلدًا في المولد سماه التنويرُ في مولدِ البشيرِ النذير وقد طالتْ مدتُه في المُلك إلى أن ماتَ وهو محاصِرٌ للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمودَ السيرة والسريرة.
ولم يَعترِضْ عليهِ في هذا الفعلِ في عصرِه ولا فيما بعدَه أحدٌ منَ العلماءِ المعتبرينَ بلْ وافقُوا على ذلكَ ومدَحُوه لما فيه من البركةِ والخيراتِ.
2 Comments
بوركتم لا فوض فوكم
وكل ربيع وانتم اقرب للشفيع
1444
بارك الله فيكم