كم هو عظيمٌ أن نتفكّرَ في مخلوقاتِ الله
كم هو عظيمٌ أن نتفكّرَ في مخلوقاتِ الله
1 ديسمبر 2016
عادة الإحتفال بالمولد متجذرة في بلادنا وفي المغرب بصفة عامة
عادة الإحتفال بالمولد متجذرة في بلادنا وفي المغرب بصفة عامة
6 ديسمبر 2016
كم هو عظيمٌ أن نتفكّرَ في مخلوقاتِ الله
كم هو عظيمٌ أن نتفكّرَ في مخلوقاتِ الله
1 ديسمبر 2016
عادة الإحتفال بالمولد متجذرة في بلادنا وفي المغرب بصفة عامة
عادة الإحتفال بالمولد متجذرة في بلادنا وفي المغرب بصفة عامة
6 ديسمبر 2016

لعل العَزَفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد

لعل العَزَفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد

قال الكتاني كما في المجلة الزيتونية المجلد الثاني الجزء الثالث صحيفة 12 (ولعل العزفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد). انتهى
والعزفي هو أبو العباس العزفي المتوفى سنة 633 هجري وكتابه اسمه الدر المنظم في مولد النبي المعظم، وقد أتمه من بعده ابنه أبو القاسم العزفي المتوفى سنة 677 هجري.

وقد ألف ابن أبي عاصم المتوفى سنة 287 هجري كتابه المسمى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما معه، قال الكتاني كما في المجلة الزيتونية المجلد الثاني الجزء الثالث صحيفة 11 (فاستفدنا أن أهل القرن الثالث ألفوا في المولد النبوي، وهي فائدة كبيرة). انتهى

ولد أبو العباس في السابع عشر من رمضان المعظم من عام (557هـ) وفي أحضان هذا البيت العلمي نشأ وترعرع وأخذ من معين العلم وكَرَع، وكان من جملة شيوخه أبوه القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد قرأ عليه كثيرا، وقرأ القراءات السبع في عشرين ختْمة على المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري (ت591هـ)، وقرأ عليه أيضا موطأ عبد الله بن وهب، والملخّص لأبي الحسن القابسي، والتقصي لأحاديث الموطأ لابن عبد البر، وكثيرا من المسانيد والأجزاء الحديثية، ومنهم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حُبَيش (ت584هـ)، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن حَميد (ت586هـ)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي (ت581هـ)، وحدث بالإجازة عن الحافظ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (ت578هـ)، وأبي بكر محمد بن خير الإشبيلي (ت575هـ)، وجماعة من أهل المشرق.
وبعد أن جمع من صنوف العلم أنواعا ، وأخذ من فنونه ألوانا، تصدر للتدريس بجامع سبتة وأصبح مقصودا لأهل الرواية والدراية، ونهل من علمه طائفة من العلماء أبرزهم الأديب الكاتب أبو الحسن علي بن محمد الرعيني الإشبيلي (ت666هـ)، وإمام أهل النحو في زمانه المقرئ أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع الإشبيلي (ت688هـ)، والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي المشهور بابن الأبّار (ت658هـ)، وسواهم من أهل بلده سبتة وغيرها من القادمين إليها، وغدت سبتة في عهده (ومن جاء بعده من أبنائه وحفدته) منارةً للعلم ونورا للمعرفة وذلك لما عُرف عنه من دماثة الخلق وتمام الورع، مع الثقة والضبط والنزاهة والإتقان، هذا ما نجده في التحليات التي حلاّه بها العلماء سواء من عاصره منهم أو أتى بعده، فهذا تلميذه أبو الحسن الرعيني عقد له ترجمة حافلة في برنامج شيوخه من ضمن ما قال فيه (من خاتمة أهل العلم بالسُّنّة والانتصار لها (نفعه الله) برز علما وعملا ودراية ورواية، وجمع خصالا من الفضل جمَّة…وكان على طريقة شريفة من التّسَنُّن واقتفاء السلف)، وحلاَّه أبو القاسم بن الشاط السبتي (ت723هـ) في تخريج برنامج ابن أبي الربيع بـالفقيه العالم العامل العلَم الأوحد الورِع الفاضل الضابط الناقد المسند بقية المحدثين، وأورد المقري ما وجده على نسخة من كتاب الدُّرِّ المنظّم للمترجم محلا فيها بما نصه الشيخ الفقيه الإمام العارف العالم علم العلماء العاملين المتقنين، ونخبة الفضلاء الصالحين المتّقين.

ولزيادة الفائدة نقول:
أهل السنة يحتفلون بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم فإن الاحتفال بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين بقراءة شىء من القرءان وذكر شىء من الشمائل النبوية الشريفة أمر فيه بركة وخير عظيم إذا خلا هذا الاحتفال عن أصناف البدع القبيحة التي لايستحسنها الشرع الشريف.

وليعلم أن تحليل أمر أوتحريمه إنما هو وظيفة المجتهد كالإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وعن سائر السلف الصالح، وليس لأي شخص ألّف مؤلفاً صغيراً أو كبيراً أن يأخذَ وظيفة الأئمة الكرام من السلف الصالح فيُحلل ويحرّم دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين المشهود لهم بالخيرية من سَلف الأمة وخلَفها، فمَن حرم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله فنقول له:
هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟!
وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟!

فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لمتكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن سَنّ في الإسلام سُنةً حسَنَةً فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غيرأنْ ينقُصَ من أُجورهم شىء) رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وقال سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح (نِعْمَ البدعة هذه) رواه الإمام البخاري في صحيحه.

ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه (المُحدثـات من الأمور ضربان أحدُهما ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـاً أو سُنةً أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضـلالة والثانيـة ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة) رواه الحافظ البيهقي في كتاب مناقب الشافعي ج 1 ص 469.

ومَن شاءَ فلينظُر ما ذكرَهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة ولا تصحُ فتوى من أفتى بأن الاحتفالَ بذكرى المولد بدعةٌ محرمةٌ لما تقدم من الأدلة ومثل ذلك ذكرَ العلماء الذين تُعْتَمَدُ فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجر الهيتمي والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي المالكي والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق وغيرهم كثير.

ولاعبرة بكلام من أفتى بخلاف قولهم لأنه ليس كلام مجتهد والعبرة إنما هي بما وافق كلام العلماء المعتبرين والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يردالتحريم ودين الله يُسْرٌ وليسَ بعُسْرٍ والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

نسأل الله أن يجمعنا وإياكم على نشر الخير ويفيض علينا من بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ءامين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *