قَامَ كَثِيرٌ مِنْ فُحُولِ الأَشَاعرة بِالرَّدِّ على طوائف المُبْتَدِعَةِ وَالمُخالِفين لِلإِسلامِ بِالتَّآليفِ الكثِيرةِ وَالمُناظَراتِ العديدةِ

قاضي القضاة الإمام الكبير أبو عمر البغدادي المالكي
قاضي القضاة الإمام الكبير أبو عمر البغدادي المالكي
15 مايو 2023
سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَوَاضِعِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَوَاضِعِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
17 مايو 2023
قاضي القضاة الإمام الكبير أبو عمر البغدادي المالكي
قاضي القضاة الإمام الكبير أبو عمر البغدادي المالكي
15 مايو 2023
سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَوَاضِعِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ أَيُّ الْمَوَاضِعِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
17 مايو 2023

قَامَ كَثِيرٌ مِنْ فُحُولِ الأَشَاعرة بِالرَّدِّ على طوائف المُبْتَدِعَةِ وَالمُخالِفين لِلإِسلامِ بِالتَّآليفِ الكثِيرةِ وَالمُناظَراتِ العديدةِ

قَامَ كَثِيرٌ مِنْ فُحُولِ الأَشَاعرة بِالرَّدِّ على طوائف المُبْتَدِعَةِ وَالمُخالِفين لِلإِسلامِ بِالتَّآليفِ الكثِيرةِ وَالمُناظَراتِ العديدةِ

فحول أيمة الإسلام كلهم على عقيدة أهل السنة السادة الأشاعرة والماتريدية

قال الإمامُ العلَّامةُ مُحمَّد العربي بنُ التَّبَّاني الحسني السَّطيفي الجزائري ثم المكِّي الأشعري المالكي (1315 هـ – 1390 هـ) (قَامَ كَثِيرٌ مِنْ فُحُولِ الأَشَاعرة بِالرَّدِّ على طوائف المُبْتَدِعَةِ وَالمُخالِفين لِلإِسلامِ بِالتَّآليفِ الكثِيرةِ وَالمُناظَراتِ العديدةِ بَزُّوا بهما المعتزِلة الَّذين هُمْ أفحلُ طوائف المبْتدعةِ، كما بَزُّوا غيرهم من المبتدعةِ والدَّهْرِيِّين والفلاسِفةِ والمُنَجِّمِين فِي الحَلبَتَين، وَرَفَعُوا لواءَ الأشعري على المعمورَةِ، أحسنَ قِيامٍ، وأبرزهم فِي نشره ثلاثة الأسْتاذُ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ فُوْرَكٍ، وَأَبُو إسحاقَ الإسفِرَائيني، وَالقاضي الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الباقِلَّاني، فالأوَّلان نشَراه فِي المشرقِ والقاضِي نشَره فِي المشرقِ وَالمغربِ وَتلامذتهم، فما جاءت المائة الخامسة إِلا والأمَّة الإِسلامية أشعرِيَّة وماتُرِيدِيَّة لَمْ يَشُذَّ عنها سوى نَزْرٌ من المعتزلةِ وَنَزْرٌ من المُشَبِّهَةِ وطائفةٌ من الخوارِجِ، فهما: الأمَّة الإسلاميَّة.
والأشعريَّةُ فِي عَصْرِهِ (أي ابن تيميَّة) هم المقصودون المخْصوصون بِتَكْفِيرِهِ هَذَا، لأنه مَوْتُورٌ منهم، فقد قضَوا عَلَى مَذهبِ سلفه المُجَسِّمَة ببغداد بمُحاوَراتِهم وَدُروسِهم ومَحاضِرهم، وقضَوا عليهم في مدن خُراسانَ والمشرقِ بالمُناظراتِ والدُّروسِ والتَّآليفِ، وغَضِبوا غَضْبةً مضريةً لِابْنِ عَبْد السَّلام فقاموا على الأَشْرَف الأَيُّوبِي فأرْجَعوهُ إلى الحَقِّ خَجِلًا، مُسْتَغْفِراً مِمَّا وَقَعَ مِنْهُ فِي حَقِّ ابْنِ عَبْدِ السَّلامِ من الجهلِ، وَقَامُوا عَليه (عَلَى ابْنِ تَيمِيَّةَ) بِدِمَشْقَ لَمَّا جَهَرَ ببعض شَوَاذِهِ فَناظَروهُ فَأَفْحَمُوهُ وَرَدُّوا عَلَيْهِ بِالتَّآلِيفِ فَأَجَادُوا، وَصَدَرَ فِي قَمْعِهِ مَرْسوم السُّلطَان مُحَمَّد بْن قَلَاوونَ، واحْتَمى بِالأمراءِ لَمَّا طُلِبَ إِلَى مِصْرَ لمُناظرَته ومُحاكمته فيما صدَر منه فلَم يحضُر عِنْدَ قَاضِي المَالِكِيَّةِ زَيْن الدِّين بْنِ مَخْلُوفٍ.
وقَد حقَّق إِحْدَى علَامَتَي سلفه الخوارِج وهي:
1- حَمْل الْآيَاتِ الوَارِدةِ في الكُفَّارِ عَلَى المًسلمين.
2- والثَّانِية وهي قَتل أَهْلِ الإِيمانِ وتَرك أهلِ الأَوْثَانِ، وُجِدَت فِيهِ بِالقُوَّةِ، فلو وَجدَ أَنْصَاراً يُحارِبون مَعَهُ لاسْتَحَلَّ دِمَاءَ المَالِكِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ وَفُضَلَاءِ الحَنَابِلَةِ، وَقَدْ اسْتَعَاضَ عَنْهَا لَمَّا فَقَدَهَا بِالبِضَاعَةِ الَّتِي لَا يَرْتَكِبُهَا إِلَّا سَفَلَةُ النَاسِ، وهي السَّبُّ والقَذْفُ والتَّكفِيرُ.
وفرَّق هذه البِضاعَةَ في كُتُبه ورَسائلهِ تَضليلًا مُلبِّساً على العامَّةِ وأشباهِهم بالسَّلفِ مُتَقَوِّلًا عليهِم وعلى الأشعريِّ وأتباعِه، وفُحولُ المُحَدِّثين مِن بعدِ أبي الحَسَن (الأشعريِّ) إلى عصرِنا هذا أشاعِرةٌ، وكتُبُ التَّاريخ والطَّبقات ناطِقةٌ بذلكَ.
ومِن خصائصِ هذه الأُمَّة المرحُومة وتَمَيُّزها عن جميع الأمَمِ كثرة عُلمائِها ومُؤَلِّفيها، فلا تَجِدُ عالِمًا مُحَقِّقاً أو فَقِيهاً مُدَقِّقاً إِلا وهو أَشْعَرِيٌّ أَوْ مَاتُرِيدِيٌّ، وتآليفهم في العلومِ المُتَنَوِّعة مِن تَفْسَيرٍ وحَدِيثٍ وأُصُولٍ وفُرُوعٍ وَغيرِهَا شاهدة لهم، وَلا تَجِدُ نَفَّاجاً مِهْذَاراً من المُتأخِّرين إِلَّا وهو سارقٌ مِن دُرِّهِم مُتَشَبِّعٌ به، نَعُوذُ بالله مِن نُكران الجميل.
لم يُسَجِّل التَّاريخ لِمُجَسِّمٍ أَنَّهُ نَاظَرَ قَدَرِيًّا أَوْ دَهْرِيًّا أَوْ كِتَابِيًّا كَمَا سَجَّلَ لِلأَشْعَرِيَّةِ وَالمَاتُرِيدِيَّةِ ذلك، ولم يُسَجِّل لِلْمُجَسِّمَةِ أَنَّهُم أَلَّفُوا كُتُبًا مبسوطة مبرهنة في الرَّدِّ على مُخالِفيهم ومُخالِفِي دين الإسلامِ كما سَجَّلَ ذلك لِلأَشْعَرِيَّةِ والمَاتُرِيدِيَّةِ، ولم يُسَجِّل لَهُم أَنَّهُم كانت لهم مَجالِس بالبحثِ وَالمُناظرةِ في الفُروعِ ومسائل الخلافِ فضلًا عن مَجالِس البحثِ والمُناظرةِ في الأَصْلَيْنِ كما سَجَّلَ ذلك لغيرهم مِن علماءِ المُسلمين فِي مَدَائِن المعْمورَةِ حِينَمَا كانت الأمَّة الإسلاميَّة قَوِيَّةً رَافِعَةً أَلْوِيَة مجدها على المشرقِ والمغربِ.
ولم يُسَجِّل لفاضلٍ حنبلِيٍّ أَنَّه أثنَى على مُجَسِّمٍ ثناءً بليغاً كما سَجَّلَ ذلك لأبي الفضْل التَّميمي الحنبلي على القاضي الإِمام أَبي بَكْرٍ الباقِلَّانِي، فقد قالوا حضرَ يوم موت القاضِي أَبِي بَكْرٍ الباقِلَّانِي أَبُو الفَضْل التَّمِيمِي الحنبلي العَزَاء حَافِياً مع إِخوَته وأصحابه، وأمر أن يُنادى بين يدَي جنازته هذا نَاصِرُ السُّنَّةِ والدِّين هذا إِمَامُ المسلمين..هَذَا الذي كان يَذُبُّ عنِ الشَّريعةِ أَلْسِنَةَ المُخالِفين..هذا الذِي صَنَّفَ سَبعين ألفَ ورقة رَدًّا على المُلحِدين، وقعد للعزاءِ مع أصحابه ثلاثة أيَّامٍ فلم يبرح، وكان يزور تربته كلّ يوم جُمعة.
فهل يقول مَن لَّهُ مُسْكَةً مِن عَقْلٍ وَدِينٍ في المَلايين مِن الأشاعِرة والمَاتُرِيدِيَّة مِن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ المَرْحومةِ أَنَّهُم كلهم ليسوا بفقهاء أو ليسوا بمُحَدِّثين؟!!!، وأنَّهم مُتَكَلِّمُون قصروا عن مَعرِفةِ الأَدلَّةِ العَقْلِيَّةِ الَّتِي ذَكرَها اللهُ تعالى في كِتَابِهِ فعَدَلوا عنها؟!!!..إلى آخر هذَيانهِ (ابْن تَيْمِيَّةَ)، وجاء هو وَحدَه في القُرون المُتَأَخِّرةِ فَعَرَفَهَا، نَعُوذُ بِاللهِ مِن زَلقاتِ اللِّسَان وفَسَادِ الجنَان ومَصارِع الإعجَاب بالنَّفْس).
براءة الأشعريِّين من عقائد المخالفين (1 /111 إلى 113)، ط. دار المُصطفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *