قولُ الله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)
قولُ الله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)
1 يناير 2022
سُورَةُ النَّصْرِ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
سُورَةُ النَّصْرِ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
8 يناير 2022
قولُ الله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)
قولُ الله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)
1 يناير 2022
سُورَةُ النَّصْرِ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
سُورَةُ النَّصْرِ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
8 يناير 2022

احذروا الكهان والعرافين ومن يدعي علم الغيب

احذروا الكهان والعرافين ومن يدعي علم الغيب

احذروا الكهان والعرافين ومن يدعي علم الغيب

احْذَرُوا الكُهّانَ والعَرّافِينَ الذينَ يتَحَدَّثُونَ عن الغَيْبِيّاتِ ويَقُولُ بَعضُهُم مُمَوّهًا على النّاس هذه رؤيا أراهَا ولا أدّعِي عِلمَ الغَيبِ ويقولُ ءاخرُ أنا أقرأ مِن حَركةِ الكَواكِب وإنّما هوَ يَأخُذُ بَعضَ الأخبَار مِن شَياطِينِ الجنّ الذينَ يَستَرِقُونَ السَّمْع للمَلائكةِ أثناءَ حَديثِهم عن بَعضِ الغَيبِيّاتِ فَلا تَلتَفِتُوا لأقوالِهم ولا تَنشَغِلُوا بهم بلْ حَذّرُوا النّاسَ مِنهُم ومِنَ الاستِمَاع إلَيهِم ولو صَادَف بَعضُ ما يَقُولونَ الواقِع، فاللهُ يَبتَلِي عِبادَه ويَختَبِرُهم بما شاءَ فالحَذَرَ الحَذَر.

يقول الله تَعَالَى فِي كِتَابِهِ (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله) الْغَيْبُ فِي الآيَةِ أُرِيدَ بِهِ جَمِيعُ الْغَيْبِ، وَالْغَيْبُ هُوَ مَا غَابَ عَنْ حِسِّ الْخَلْقِ، فَمَا غَابَ عَنْ حِسِّ الْخَلْقِ لا يَعْلَمُ جَمِيعَهُ إِلَّا الله، وَلا يُطْلِعُ الله عَلَى ذَلِكَ نَبِيًّا وَلا مَلَكًا، إِنَّمَا يُطْلِعُ عَلَى بَعْضِ الْغَيْبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ مِنْ مَلائِكَةٍ وَأَنْبِيَاءَ وَأَوْلِيَاءَ، فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ لا أَحَدَ مِنْ خَلْقِ الله يُحِيطُ بِالْغَيْبِ عِلْمًا، بَلِ الله هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالإِحَاطَةِ بِالْغَيْبِ عِلْمًا، وَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ أَحَدًا غَيْرَ الله يُحِيطُ بِالْغَيْبِ عِلْمًا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْءانَ.
ثم هناكَ دلائلُ أخرى شرعيةٌ تَدُلُّ على أنَّ الغَيبَ لا يُحيطُ بهِ عِلمًا إلا اللهُ قال اللهُ تَعالى لنَبيّهِ صلَّى الله عليه وسلم (قُل لَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لاستَكثَرْتُ منَ الخَيرِ وما مَسَّنِيَ السُّوء) معنَاهُ أنّه لا يَعلَمُ جميعَ الغَيبِ، لا يَعلَمُ إلا مَا عَلّمَه اللهُ منَ الغَيب، والشّواهِدُ على ذلكَ أي على أنّ الرَّسولَ لا يَعلَم جميعَ الغيبِ كثيرةٌ مرَّةً أَرسَل نَحوَ سَبعينَ مِن أصحابه وكانوا قُرَّاء إلى قبيلةٍ من قبائل العرَب ليُعلّمُوهم الدّينَ ويُفَقّهُوهُم ثم اعترضَتهُم قَبيلةٌ أُخرَى منَ المشركينَ في طَريقِهم فقتَلُوهم، فحزِنَ علَيهم رسولُ الله حُزنًا شديدًا وهذا مِصدَاقُ قَولِه تعالى (ومَا مَسّنيَ السُّوءُ) لأنّه لو كَانَ يَعلَمُ أنّ هؤلاءِ يُصَابُونَ مِن قِبَلِ الكفّارِ هَذه الإصابَةَ مَا أرسَلَهُم، الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلم قال (إنّي لا أعلَمُ إلا مَا عَلَّمَني ربّي، الرَّسول لا يَعلَمُ منَ الغَيب إلاّ ما أطْلعَه اللهُ عليه).
وَمِمَّا يَحْرُمُ سُؤَالُ الْكُهَّانِ وَالْعَرَّافِينَ عَنِ الضَّائِعِ وَالْمَسْرُوقِ وَالأُمُورِ الْغَيْبِيَّةِ وَهُوَ مِنَ الْكَبَائِرِ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) أَيْ إِنِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ يَطَّلِعُ عَلَى الْغَيْبِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ يُوَافِقُ خَبَرُهُ الْوَاقِعَ وَقَدْ لا يُوَافِقُ الْوَاقِعَ فَإِنَّهُ لا يَكْفُرُ بَلْ يَكُونُ عَاصِيًا بِسُؤَالِهِ إِيَّاهُمْ، وَالْكَاهِنُ هُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى الإِخْبَارَ عَنِ الْكَائِنَاتِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اعْتِمَادًا عَلَى النَّظَرِ فِي النُّجُومِ وَعَلَى أَسْبَابٍ وَمُقَدِّمَاتٍ يَسْتَدِلُّونَ بِهَا أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ كَالَّذِينَ لَهُمْ أَصْحَابٌ مِنَ الْجِنِّ يَأْتُونَهُمْ بِالأَخْبَارِ فَيَعْتَمِدُونَ عَلَى أَخْبَارِهِمْ فَيُحَدِّثُونَ النَّاسَ بِأَنَّهُ سَيَحْصُلُ كَذَا رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسٌ عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ (لَيْسُوا بِشَىْءٍ) فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَنَا أَحْيَانًا بِشَىْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا) وفي لفظٍ فيَقذِفُ (ها فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ) قَوْلُهُ فَيَقُرُّهَا أَيْ يُلْقِيهَا، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ الْمَلائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ (وَهُوَ السَّحَابُ) فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ فَيَسْتَرِقُ الشَّيْطَانُ السَّمْعَ فَيَسْمَعُهُ فَيُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ).
وَأَمَّا الْعَرَّافُ فَهُوَ الَّذِي يُخْبِرُ عَنِ الْمَسْرُوقَاتِ وَنَحْوِهَا يَتَحَدَّثُ عَنِ الْمَسْرُوقِ أَوْ عَنِ الضَّالَّةِ أَيْنَ هِيَ وَمَا صِفَتُهَا فَإِنَّ هَذَا مَنْ سَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لهِ صَلاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَيْ لا ثَوَابَ لَهُ لا بِصَلاةِ الْفَرْضِ وَلا بِصَلاةِ النَّفْلِ كُلَّ هَذِهِ الْمُدَّةِ إِنْ لَمْ يَتُبْ، وَمِمَّنْ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا مَنْ يَعْتَمِدُ فِي إِخْبَارِهِ عَلَى الضَّرْبِ بِالْمَنْدَلِ يَقْرَأُ أَشْيَاءَ فَتَظْهَرُ لَهُ صُورَةُ جِنِّيٍّ فِي الْمِرْآةِ فَيُكَلِّمُهُ وَمَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى النَّظَرِ فِي فُنْجَانِ قَهْوَةِ الْبُنِّ.

1 Comment

  1. يقول AdminMK:

    يقول الله تَعَالَى فِي كِتَابِهِ (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *