عن أبي عَيّاشٍ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ ﷺ قال (مَنْ قالَ إِذَا أَصْبَحَ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ، كانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْماعِيلَ (1)، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَناتٍ (2) وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ (3)، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجاتٍ، وَكانَ فِي حِرْزِ اللهِ (4) مِنَ الشَّيْطانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قالَها إِذَا أَمْسَى كانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ) فرأَى رَجلٌ فِيما يَرَى النّائِمُ رَسولَ اللهِ ﷺ فقالَ يا رَسولَ اللهِ، إنّ أبا عَيّاشٍ حدَّثَنا عَنكَ بكذا وكذا، فقال (صَدَقَ أبو عَيّاش) هذا حديث صحيح أخرجه أحمد.

أبو عَيّاش هو زَيدُ بنُ الصّامِت، الزُّرَقيّ، الأَنصاريّ كما ذكر البخاري في التاريخ الكبير وكذلك ذكَر الحافظُ ابنُ حجَر العَسقلاني في تهذيب التّهذيب.

(1) كانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْماعِيلَ معناه كأنّه أَعتَق رقَبةً مِن أشرَفِ الأنسابِ، عَبدًا مملوكًا مِن ذُرِّيةِ إسماعيلَ ﷺ، مِن أشرَفِ أنسَابِ البشَرِ، مِن ذُرِّيّةِ إسماعيلَ لأنّ قُرَيشًا منهم، قرَيشٌ أفضَلُ قَبائلِ العرَب يَنتسِبُون إلى إسماعيلَ، فالّذي يُعتِقُ رقِيقًا منهم لهُ مَزِيّةٌ، ذُرِّيّةُ إسماعيلَ عليه السّلامُ بَعدَ إسماعيلَ بِزَمانٍ دخَلَ فيهِم الكفرُ، بعضُ قَبائلِهم إذا قُوتِلُوا لِكُفرِهم فسُبِيَ مِنهُم وأُسِرَ مِنهُم يَدخُلُهم الرِّقُّ، فالّذي يُعتِقُ واحدًا مِن هؤلاءِ لهُ مَزِيّةٌ، كالّذي يَذبَحُ للأُضحِيّة ناقةً نَفِيسةً جمَلًا جَيّدًا له سِعرٌ كَبِيرٌ يكُون لهُ أجرٌ زائِدٌ، كذلكَ هَذا لهُ أجرٌ زائِدٌ.

(2) قوله وكُتِبَ لهُ عَشْرُ حسَنَاتٍ أي مُميَّزاتٍ.

(3) قوله وحُطَّ عَنهُ عَشرُ سَيِّئاتٍ أي مِنَ الكبائر.

(4) قولُه في حِرْز الله أي أمَانٍ مِنَ الله.