لِمَنْ كَانَتْ لَهُ إِلى اللهِ حَاجَة
28 نوفمبر 2021ما يخشى من رفع العلم وظهور الجهل
30 نوفمبر 2021سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَغَيْرِهِمَا وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَغَيْرِهِمَا وَءَايَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ ءَايَةً
سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَغَيْرِهِمَا وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَغَيْرِهِمَا وَءَايَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ ءَايَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11).
قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسٌ الْمُرَادُ بِالْعَادِيَاتِ الْخَيْلُ تَعْدُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَضْبَح وَقَالَ عَلِىٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ إِنَّهَا الإِبِلُ فِى الْحَجِّ قَالَ الْفَرَّاءُ وَالضَّبْحُ صَوْتُ أَنْفَاسِ الْخَيْلِ إِذَا عَدَوْنَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ شَىْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يَضْبَحُ غَيْرَ الْفَرَسِ وَالْكَلْبِ وَالْثَعْلَبِ.
﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ فَالْخَيْلُ مِنْ شِدَّةِ عَدْوِهَا تَقْدَحُ النَّارَ بِحَوَافِرِهَا فَتُورِيهِ.
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ أَىِ الْخَيْلِ الَّتِى تُغِيرُ صَبَاحًا لِلْقِتَالِ لِأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ فِيهِ فِى الْغَفْلَةِ وَعَدَمِ الِاسْتِعْدَادِ قَالَهُ الْفَخْرُ الرَّازِىُّ.
﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ قَالَ الْبُخَارِىُّ رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا، وَالنَّقْعُ الْغُبَارُ وَيُقَالُ التُّرَابُ..
﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾ أَىْ صَارَتِ الْخَيْلُ بِمَنْ رَكِبَهَا وَسَطَ الْجَمْعِ الَّذِى أَغَارُوا عَلَيْهِ.
﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُرَادُ بِالإِنْسَانِ الْكَافِرُ وَقَالَ الْبُخَارِىُّ وَالْكَنُودُ الْكَفُورُ.
﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى كُفْرِهِ لَشَهِيدٌ وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الْوَعِيدِ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ الْحَسَنُ ﴿وَإِنَّهُ﴾ أَىِ الإِنْسَانُ لَشَاهِدٌ عَلَى نَفْسِهِ بِمَا يَصْنَعُ.
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ أَىْ شَدِيدُ الْحُبِّ لِلْمَالِ وَالْخَيْرُ هُنَا الْمَالُ قَالَهُ الرَّاغِبُ وَغَيْرُهُ، وَ﴿لَشَدِيدٌ﴾ أَىْ لَقَوِىٌّ فِى حُبِّ الْمَالِ.
﴿أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ﴾ أَىْ أَفَلا يَعْلَمُ الإِنْسَانُ الْمَذْكُورُ إِذَا أُثِيرَ وَأُخْرِجَ مَا فِى الْقُبُورِ وَذَلِكَ لَمَّا تَنْشَقُّ الْقُبُورُ وَيَخْرُجُ الأَمْوَاتُ وَقَدْ أَعَادَهُمُ اللَّهُ أَحْيَاءً وَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
﴿وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ﴾ أَيْ مُيِّزَ مَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أُبْرِزَ مَا فِيهَا، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِىُّ لَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ الْكَافِرُ مَا لَهُ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لَزَهِدَ فِى الْكُفْرِ وَدَخَلَ فِى الإِسْلامِ.
﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ أَىْ عَالِمٌ بِهِمْ لا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ خَافِيَةٌ فِى هَذَا الْيَوْمِ وَفِى غَيْرِهِ وَخَصَّ هَذَا الْيَوْمَ لِأَنَّهُ يَوْمَئِذٍ يُجَازِيهِمْ عَلَى أَفْعَالِهِمْ.
1 Comment
سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَغَيْرِهِمَا وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَغَيْرِهِمَا وَءَايَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ ءَايَةً