لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى
11 نوفمبر 2016ما يَقولُهُ بَعْضُ الناس من أَنَّ الصَّائِمَ يَسْتَطيعُ أَنْ يٌفْطِرَ على حسب تَوْقيتِ مَكَّة أَو غيرها من البلاد سوى بلده مَعْ أَنَّ الشَّمْسَ تَغيبُ في بَلَدِهِ ولكن تتأخر عن غيرها من البلاد مثلاً فَهذا غَيْرُ صَحيحٍ وَهُوَ مُخالِفٌ لشرع اللهِ تعالى
12 نوفمبر 2016حديث (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ.
لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى، وَلَقَد أَساءَ التَّعْبِيرَ مَنْ قالَ إِنَّ اللهَ جَعَلَ ءادَمَ مُتَّصِفًا بِصِفَاتِهِ (أَي بِصِفَاتِ اللهِ) مِن سَمْعٍ وَبَصَرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَذَلِكَ في تَفْسيرِهِ الْحَدِيثَ الَّذي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)، وَهَذا الْتَّعْبِيرُ الَّذِي فَسَّرَ بِهِ الْحَدِيثَ فَاسِدٌ، لأَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَشَىْءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَيُّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُشَارَكَةِ، أَمَّا إِذا قيلَ اللهُ عَالِمٌ والشَّافِعِيُّ عَالِمٌ، فَهَذَا لا يُسَمَّى مُشَارَكَةً، إِنَّما يُسَمَّى اتِّفَاقًا لَفْظِيًّا مَعَ اخْتِلافِ الْمَعْنَى في وَصْفِ اللهِ بِكَوْنِهِ عَالِمًا وَوَصْفِ الْمَخْلُوقِ بِكَوْنِهِ عَالِمًا.
وَمَعْنَى (على صُورَتِهِ) أَيْ عَلَى الْصُّورَةِ الَّتي خَلَقَهَا اللهُ وَشَرَّفَهَا، كَمَا هُوَ الْمَعْنَى في قَوْلِهِ تعالى في حَقِّ عِيسَى (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُوحِنَا) [التَّحريِم، 12] أَيْ أَمَرْنَا الْمَلَكَ جِبْرِيلَ أَنْ يَنْفُخَ في مَرْيَمَ رُوحَ عِيسَى الَّذِي هُوَ رُوحٌ مُشَرَّفٌ عِنْدَنا فَهَذِهِ الإضَافَةُ إِضَافَةُ الْمِلْكِ وَالتَّشْرِيفِ وَلَيْسَتْ إِضَافَةَ الْجُزْئِيَّةِ.
حديث (إنّ اللهَ خَلَق ءادمَ على صُورَتِه) رواه أحمد والبخاري ومسلم، وفي لَفظٍ (على صُورةِ الرّحمَن) رواه الطبراني والدارقطني، هذا العلماءُ قَبِلُوهُ مع التّأويل.
جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خلق الله ءادم على صورته طوله ستون ذراعًا) إن الضمير في كلمة (صورته) يعود على ءادم أي أن الله خلق ءادم على صورة ءادم الأصلية ولم يترق من قرد إلى أن صار إنسانًا.