ثمار الجنةّ تتفق بالاسم مع ثمار الدُّنيا لكن الطعم والرائحة والشكل مختلف
2 نوفمبر 2016قال جمهور الأشاعرة إن معنى الإستواء القهر والغلبة والإستيلاء
2 نوفمبر 2016أهل السنة والجماعة متفقون بلا خلاف على أن الله تعالى لا يجب عليه شيء
الله لا يتوجّه عليه أمر ولا نهي لأنه تعالى هو الخالق وهو الآمر الناهي الذي لا آمر ولا ناهي له، ليس عليه محكومية ﻷحد، الله لا يجب عليه أن يفعل ما هو الأصلح للعبد، ولكن يفعل الله ما لا يخلو من حكمة لأن الله تعالى حكيم عليم لا يخلق شيئا عبثاً.
قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق البخاري الكلاباذي (ت 380 للهجرة) في كتابه التعرف على مذهب أهل التصوف (وأجمعوا (أي صوفية أهل السنة والجماعة) على أن الله تعالى يفعل بعباده ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد، كان ذلك أصلح لهم أو لم يكن، لأن الخلق خلقه والأمر أمره (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء 23)، ولولا ذلك لم يكن بين العبد والربّ فرق).
وقال الله تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا) (آل عمران 178)، وقال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة 55)، وقال تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) (المائدة 41).
قال المفسر الفقيه أبو عبد الله القرطبي (قوله تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ) الإملاء طول العمر ورغد العيش، والمعنى لا يحسبن هؤلاء الذين يخوّفون المسلمين (أي من الكفار) فإن الله قادر على إهلاكهم، وإنما يطول أعمارهم ليعملوا بالمعاصي، لا لأنه خير لهم. ومن الأدلة على أن الله خالق كل شيء ولا يجب عليه الأصلح للعباد قوله تعالى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة 253) وقوله تعالى (نَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)).
تَكَلَّمْ عَنْ صِفَةِ الإِرَادَةِ لِلَّهِ:
الإِرَادَةُ بِمَعْنَى الْمَشِيئَةِ صِفَةٌ لِلَّهِ يُخَصِّصُ بِهَا الْمُمْكِنَ الْعَقْلِىَّ بِالْوُجُودِ بَدَلَ الْعَدَمِ وَبِصِفَةٍ دُونَ أُخْرَى، وَالإِرَادَةُ شَامِلَةٌ لِأَعْمَالِ الْعِبَادِ الْخَيْرِ مِنْهَا وَالشَّرِّ فَكُلُّ مَا دَخَلَ فِى الْوُجُودِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَبِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقَعَ وَحَصَلَ وَلَوْلا تَخْصِيصُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْحَسَنَاتِ بِالْوُجُودِ مَا وُجِدَتْ وَكَذَلِكَ الْكُفْرِيَّاتُ وَالْمَعَاصِى لَوْلا تَخْصِيصُ اللَّهِ تَعَالَى لَهَا بِالْوُجُودِ مَا وُجِدَتْ. وَلا يُقَاسُ الْخَالِقُ عَلَى الْمَخْلُوقِ فَفِعْلُ الْعَبْدِ لِلشَّرِّ قَبِيحٌ مِنَ الْعَبْدِ لِأَنَّهُ مَنْهِىٌ عَنْ فِعْلِهِ أَمَّا خَلْقُ اللَّهِ لِلشَّرِّ فَلَيْسَ قَبِيحًا مِنَ اللَّهِ وَكَذَلِكَ إِرَادَةُ اللَّهِ لِوُجُودِ الْقَبِيحِ لَيْسَ قَبِيحًا مِنَ اللَّهِ إِنَّمَا الْقَبِيحُ فِعْلُهُ وَإِرَادَتُهُ مِنَ الْعِبَادِ. فَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الآمِرُ النَّاهِى الَّذِى لا ءَامِرَ لَهُ وَلا نَاهٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ مَحْكُومِيَّةٌ لِأَحَدٍ وَهُوَ تَعَالَى قَالَ ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ فَاللَّهُ مَالِكُ كُلِّ شَىْءٍ وَلَهُ التَّصَرُّفُ بِمَا يَمْلِكُ كَمَا يَشَاءُ وَلا يُوصَفُ بِالظُّلْمِ.