ترتيب الفوائت من الصلوات في أنفسها وترتيبها مع الحاضرة

ترتيب الفوائت في أنفسها قلّت أو كثرت واجب غير شرط فإن خالف ونكس صحت وأثم إن تعمد ولا يعيد المنكس، إذ بالفراغ منها خرج من وقتها، وأما الترتيب بين الحاضرتين فواجب شرطا مع الذكر ابتداء وفي الأثناء على المعروف فإذا أحرم بثانية الحاضرتين مع تذكره للأولى أو جهله للحكم بطلت تلك الثانية التي أحرم بها، وأعادها أبدا بعد أن يصلي الأولى، وكذا إن أحرم بالثانية غير متذكر للأولى، ثم تذكرها في أثناء الصلاة فإن الثانية تبطل، فمن صلى العصر في وقتها الاختياري أو الضروري وهو متذكر أن عليه الظهر أو طرأ عليه التذكر في أثناء العصر فالعصر باطلة، وكذا العشاء مع المغرب، فإن تذكر بعد سلامه من الثانية صحت وأعادها بوقت بعد الأولى.
والترتيب بين يسير الفوائت مع الحاضرة واجب مع الذكر كترتيب العشاءين مع الصبح فيقدم يسير الفوائت أي العشائين فيبدأ بقضاء المغرب ثم العشاء ثم يصلي الحاضرة وهي الصبح، واليسير أربع صلوات فأدنى وقيل خمس، ومن كانت عليه أربع صلوات أو خمس فأقل صلاها قبل الحاضرة ولو خرج وقتها، وإن خالف وقدم الحاضرة على يسير الفوائت أعاد الحاضرة ندبا ولو مغربا صليت في جماعة وعشاء بعد وتر وندب إعادتها ولو بوقت الضرورة، وندب البداءة بالحاضرة مع الكثير إن لم يخف خروج الوقت وإلا وجب.
وقد جمع الإمام النحرير صاحب المختصر المشهور في مذهبنا الشيخ العلامة خليل ما ذكرناه في الفصلين السابقين في أسطر فقال رضي الله عنه (وجب قضاء فائتة مطلقا ومع ذكر ترتيب حاضرتين شرطا والفوائت في أنفسها، ويسيرها مع حاضرة وإن خرج وقتها وهل أربع أو خمس خلاف وإن خالف ولو عمدا أعاد بوقت الضرورة). اهـ