الصوم في اللغة
الصوم في اللغة
8 يوليو 2018
حديث (مَن قَالَ في القُرآنِ برَأيِه فأَصَابَ فَقَد أَخْطَأَ)
حديث (مَن قَالَ في القُرآنِ برَأيِه فأَصَابَ فَقَد أَخْطَأَ)
9 يوليو 2018
الصوم في اللغة
الصوم في اللغة
8 يوليو 2018
حديث (مَن قَالَ في القُرآنِ برَأيِه فأَصَابَ فَقَد أَخْطَأَ)
حديث (مَن قَالَ في القُرآنِ برَأيِه فأَصَابَ فَقَد أَخْطَأَ)
9 يوليو 2018

المعاصي لها شؤمٌ والتحذيرُ من تتبع العورات

المعاصي لها شؤمٌ والتحذيرُ من تتبع العورات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الله الواحدُ الأحد، الواحدُ الذي لا شريكَ له في الأُلوهية، الأحدُ الذي لا يقبل الانقسامَ والتَّجزّؤ، فالله ليس جسما ولا يوصف بالجسم، هو الله الأول الذي لا بداية لوجوده، هو الله الخالقُ الذي أبرز هذا العالمَ من العدم إلى الوجودِ، هو الله الذي كوّن الأكوانَ وخلقَ الزمانَ والمكان، تنـزّه ربُّنا عن الزمانِ والمكان، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعيننا محمدا عبدُه ورسوله، وصفيُّه وحبيبُه، هو طبُّ القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، ونورُ الأبصار وضياؤها، فوالله ثم والله نحبُّكَ يا رسولَ الله، فوالله ثم والله نحبك يا حبيب الله، يا محمد، غوثاه يا رسولَ الله، ضاقتْ حيلتُنا وأنت وسيلتُنا، أدركنا يا رسول الله، أدركنا يا حبيب الله، أدركنا بإذن الله، اللهم صل على سيدِنا محمدٍ صلاةً تقضي بها حاجاتِنا، وتفرجُ بها كرُباتِنا، وتكفينا بها شرّ أعدائنا، وسلِّم عليه وعلى ءاله سلاما كثيرا.

أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائل في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ) الحج.

إخوة الإيمان، في يوم القيامة تُدكُّ الأرضُ دكّا، والجبالُ تصيرُ غُبارًا ناعما، إلا ما كان مِن جبَلِ أحدٍ، فإنه يُنقَلُ إلى الجنةِ ولا يُدَكّ، والسماواتُ تَنْشَقُّ والبِحَارُ تَشْتَعِلُ نارًا، (وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا) أي لا يَسألُ قَريبٌ قَرِيبَه عن شأنِه لِشُغلِهِ بشأنِ نفسِه، لِهَولِ ذلك اليومِ وشِدّتِه، (يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) {عبس 37}، فهلاَّ هيّأتَ الزادَ ليومِ المعاد؟
هلاَّ تزوّدتَ مِنْ هذه الدنيا الزائلةِ الفانيةِ للآخرةِ الباقية؟

فألزِمْ نفسَك طاعةَ ربِّك، واجتنبْ ما حرَّمَهُ عليك، واستَعِذْ بالله مِنْ قَلبٍ لا يَخْشَع، ومِنْ عينٍ لا تَدْمَع، وَمِن نَفْسٍ لا تَشْبَع، واستَعِذْ بالله مِنَ المحرّمات، منَ المعاصي، واعلم أن المعاصيَ لها شُؤمٌ، فكم من أُناسٍ استرسلوا في المعاصي، فكانت عاقبةُ أمرِهم أنْ كَفَرُوا قبلَ مَوتِهِم، وماتُوا كافِرين والعياذُ بالله، فلقدْ رُؤيَ رَجَلٌ مُتَعَلِّقٌ بسِتَارِ الكعبةِ يقول [اللهمَّ اقْبِضْنِي إليكَ غيرَ مَفْتُون]، أيْ أَمِتْنِي على دِينِ الإسلام، فَسَمِعَهُ عالِم وهو شَيبَانُ الرَّاعِي، وكانَ مِنَ الصُّوفيَّةِ الصَّادِقِين، فَسَأَلَهُ عنْ سببِ إكثارِهِ مِنْ هذا الدعاء، فقال له كانَ لي أَخَوان الأوَّلُ أذَّنَ احتِسَابًا [أي مِنْ غيرِ أُجْرَةٍ] أربعين عاما، ثم عندَ موتِهِ قال ائتُونِي بالمصْحَفِ، فأتَوهُ بالمصْحَفِ ظَنًّا منهم أنّه يريدُ التَّبَرُّكَ بالمصحف، فقالَ والعياذُ بالله: اِشْهَدُوا أني بريءٌ مِمَّا في هذا الكتابِ ومَاتَ، ماتَ على الكُفرِ والعياذُ بالله، والثاني أذَّنَ احْتِسَابًا ثلاثينَ عامًا، ثم عندَ مَوْتِهِ فَعَلَ فَعْلَةَ أَخِيْه، وماتَ على الكُفْرِ أيضًا، فقال له شَيبانُ وماذا كانَ مِن شأنِهِما؟ ماذا كانا يفعلانِ في الدنيا؟ فقال له: كانا يَتَتَبَّعَانِ عَوْراتِ المسلمين، أي كانَا يَتَتَبَّعَانِ عُيُوبَ المسلمين.

فلا تكُنْ أخي المؤمنَ كَمَنْ قالَ عنْ نَفْسِه [عُيُوبي لا أرَاها، أمَّا عُيوبُ غَيرِي أرْكُضُ ورَاها] بلْ إنْ عَرَفْتَ هَفْوةً مِن مُسلمٍ انصحْهُ في السِّرِّ ولا يَغُرَّنَّكَ الشيطانُ فيدعُوكَ إلى اغتيابِه، إنْ عَلِمتَ في أخيكَ المسلمِ عَيْبًا، نَقصًا، حرامًا، انصَحْهُ ولا تَفْضَحْهُ، وتذَّكرْ حديثَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ويُدْخَلَ الجنّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُه [أي فَلْيَمُتْ] وَهُوَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِر، وَلْيَأْتِ الناسَ بما يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْه) عامِل إخوانَكَ كمَا تحبُّ أنْ تُعامَل، فَمَنْ مِنَّا بلا خطيئة؟

ويُرْوَى أنَّ أحدَ العلماءِ كانَ له تِلْمِيْذٌ، وَكَانَ هذا التلميذُ يُحتَضَرُ، يُحتَضَرُ على فراشِ الموتِ، فَوَقَفَ هذا العالِمُ عندَه وَصَارَ يُلقِّنُهُ الشهادتين عندَ الاحْتِضَار، فلا يَستطيعُ هذا التِّلمِيذُ أن يَنطِقَ بها، حتى قال هذا التِّلميذُ والعياذُ بالله [إني بريءٌ منها]، وماتَ على الكُفْرِ، خَافَ هذا العالِمُ خَوفًا شديدًا، حتى رأى هذا التلميذَ في المنام، وإذَا بِهِ يُجَرُّ إلى جهنّم، فقالَ لهُ ويْلَكَ، ماذَا فَعَلْتَ؟
قال له كنتُ أغتابُ رِفَاقِي وَكُنْتُ أَحْسُدُهم فوَصَلْتُ إلى هذه المرحلة.

فنسأل الله تعالى السلامةَ وحسنَ الختام.

وليس المعنى إخوةَ الإيمان، أنَّ الغيبةَ والحسدَ مِن أنواعِ الكُفر، إنما المعنى أنَّ هذا الإنسانَ، قدْ ساءتْ حالَتُه مِنْ شُؤمِ المعاصي، فانْقَلَبَ مِنَ الإيمانِ إلى الكُفْر، وماتَ على الكُفْرِ والعياذُ بالله تعالى.

اللهمَّ لا تجعلْ مصيبَتَنَا في دِيْنِنَا، وثَبِّتْنَا على الإسلام، يا أرحمَ الرَّاحمين.

هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *