حافظٌ حنبلي يتبرك بقبر الإمام أحمد بن حنبل في بغداد
حافظٌ حنبلي يتبرك بقبر الإمام أحمد بن حنبل في بغداد
8 نوفمبر 2016
خبر مسلسل فيه أن التابعين كانوا يستخدمون السبحة
خبر مسلسل فيه أن التابعين كانوا يستخدمون السبحة
8 نوفمبر 2016
حافظٌ حنبلي يتبرك بقبر الإمام أحمد بن حنبل في بغداد
حافظٌ حنبلي يتبرك بقبر الإمام أحمد بن حنبل في بغداد
8 نوفمبر 2016
خبر مسلسل فيه أن التابعين كانوا يستخدمون السبحة
خبر مسلسل فيه أن التابعين كانوا يستخدمون السبحة
8 نوفمبر 2016

تصريح العلماء بجواز الاحتفال بمولد النبيّ الأعظم

تصريح العلماء بجواز الاحتفال بمولد النبيّ الأعظم

اعْلَم رَحِمَك الله بِتَوفِقيهِ أنَّ كثيرًا مِن العُلماء صَرَّحَ بِجَواز الاحتفال بمَولِد النبيّ صلى الله عليه وسلم،

فمِن المالكية:
الحافظ ابن دِحية، القاضي أحمد العَزَفي مِن تلاميذ الحافظ ابن العربي، القاضي محمد بن أحمد اللخمي، الشيخ ابن عاشِر، الشيخ محمد البناني، الشيخ الدسوقي، الشيخ الصاوي، الشيخ محمد علّيش وغيرهم.

ومِن الشافعية:
الإمام أبو شامة المقدسي، الحافظ النووي، الإمام تقي الدين السبكي، القاضي عبد الوهاب صاحب طبقات الشافعية، الحافظ ابن ناصر الدمشقي، الحافظ عبد الرحيم العراقي، الحافظ ابن حجر العسقلاني، الإمام السخاوي الحافظ السيوطي وغيرهم.

ومِن الحنابِلة:
الحافظ ابن الجوزي، الحافظ ابن رجب، الإمام البُرْزُلي وغيرهم كثير.

ونقول:
الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ، ولا يُقالُ عَنْهُ لوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّ الرَّسُولُ أُمَّتَهُ عليهِ، فَجَمْعُ الْمُصْحَفِ وَنَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عَمَلُ خَيرٍ مَعَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ما نَصَّ عليهِ ولا عَمِلَهُ.
فَهُؤلاءِ الَّذينَ يَمْنَعُونَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ بِدَعْوَى أنَّهُ لَوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّنا الرَّسولُ عليهِ وَهُم أَنْفُسُهُم يَشْتَغِلُونَ في تَشْكيلِ الْمُصْحَفِ وَتَنْقيطِهِ يَقَعونَ في أَحَدِ أمْرَيْنِ:
فَإِمَّا أنْ يَقولُوا إِنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ لَيْسَ عَمَلَ خَيْرٍ لأنَّ الرَّسولَ ما فَعَلَهُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ، وإِمَّا أنْ يَقولُوا إنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ عَمَلُ خيرٍ لَو لَمْ يَفْعَلْهُ الرَّسولُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ لِذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ، وَفي كِلا الْحالَيْنِ نَاقَضُوا أَنْفُسَهُم.

يقول المؤرخ التونسي ابن أبي الضياف رحمه الله في الأتحاف (وفي ربيع أول من هذه السنة (1257 هجري 1841 ميلادي) احتفل بالمولد النبوي الشريف لما طبع عليه (أي أحمد باي) من عظيم المحبة للمصطفى وآل بيته وكان يوم المولد بحاضرتنا كمواسم السنة غير العيدين ويزيد باجتماع الصبيان في بعض الكتاتيب مفروشة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فرأى أن شأن المولد يجب له من السرور والتعظيم ما لا يجب لغيره وأمر بتنوير المآذن بالحاضرة ليلته وليلتين بعده والزيت من عنده لا من أحباس الجوامع وضحى يوم المولد تجتمع العلماء والأعيان بالجامع الأعظم و يأتي الباي من دار المملكة ببطحاء القصبة راجلا على أبهة وفخامة ملكية……ويدخل من باب العطارين حتى ينتهي إلى المحراب فيجلس حذو إمام الجامع فيستفتح بقراءة تأليف المولد والهمزية….ذكر فيه فضائل المولد وما وقع فيه من دلائل النبوة والرضاع ونحوه وذلك مما يقتضيه الحال هذا كله ومجامر الطيب فائحة وأنوار الشموع والشجرة المباركة لائحة…ولما يصل إلى قوله فقم أيها الراجي….ينهض قائما ويقوم كل من في الجامع….ثم يكمل الإمام الأبيات قائما والناس كذلك ثم يجلس للدعاء ويختمه بالفاتحة ثم يؤتى بماء السكر لسائر من بالجامع ثم مياه الطيب..…وكان يبيت ليلة المولد بالحاضرة و يصلي العشاء بالجامع الأعظم ثم يخرج راجلا….للدوران في البلاد وأسواقها….وكانت تقام ليلة المولد مأدبة فاخرة يحضرها أعيان المملكة وفي نفس السنة أي سنة 1841 أمر الباي بأن يقام احتفال مماثل في القيروان).

 

وذكر العلامة الفقيه ابن أبي دينار في كتابه الممتع المؤنس في أخبار إفريقية وتونس مشهدا من المشاهد الرائعة التي كانت عليها تونس بلد العلم والعلماء والصالحين متعلقا بمناسبة المولد النبوي الشريف فقال (ومن أعياد أهل تونس المشهورة ومواسمهم المذكورة ومساعيهم المشكورة تعظيمهم ليلة المولد الشريف، وذلك لأجل محبّتهم لمن ولد فيه وهو سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم، وأول من اعتنى بتعظيمه في البلاد الغربية وأظهر فيه شعائر الولادة المحمدية السلطان أبو عنان المريني شكر الله سعيه، ثم اقتدى به بنو أبي حفص في الديار التونسية، وأولهم أمير المؤمنين أبو فارس عبد العزيز، وكان في أول المئة الثامنة، واحتفل بتشييد شعائر هذا اليوم المبارك، جعل الله ثوابه في صحائفه، وأظله في ظل النجاة يوم لا ظل إلا ظل عرشه.
واقتدت به بنو أبي حفص من بعده، ولم تزل عادتهم مستمرة على تعظيمه عاملهم الله بنياتهم، فإنهم يعظمون ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وينشدون الأشعار في المكاتب ويحتفلون لتلك الليلة ويزينون المكاتب ويجعلون أماكن تقرأ فيها التخاميس وتنشد الأبياء الشعرية التي تضمنت مدائح خير البرية، وتوقد القناديل، وتسرج الشموع، وتكون تلك الليلة أشهر ليالي سنتهم، ويصنعون الأطعمة الفاخرة احتسابا لله، وتكون ليلة عظمى بدار نقيب الأشراف يحضرها الأجلة من الناس والقراء والفقهاء، ويقع فيها السماع والأناشيد بالمدائح النبوية، ويهرع الناس إليها من أطراف البلد. انظر المؤنس، ص 290.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *