قول الله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
25 يوليو 2018القراءة لأهل القبور المؤمنين تنفعهم كثيرا
26 يوليو 2018الخوض في الدُّنيا سهلٌ والخروج منها مع السلامة شديد
اعلَمْ أنَّ أوائل الدُّنيا تبدو هيِّنة ليِّنة، يظن الخائض فيها أنَّ حلاوة خفضها كحلاوة الخوض فيها وهيهات، فإنَّ الخوض في الدُّنيا سهلٌ والخروج منها مع السلامة شديد.
أخرج صاحب الإحياء قال (كتب عليٌّ رضي اللهُ عنه إلى سلمانَ الفارسيِّ فقال: مَثلُ الدُّنيا مَثلُ الحيَّة، ليِّن مسُّها ويقتلُ سمُّها فأعرِضْ عمَّا يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها، وضَعْ عنك همومها بما أيقنتَ من فراقها، وكنْ أسرَّ ما تكون فيها أحذرَّ ما تكون لها، فإنَّ صاحبها كلَّما اطمأنَّ منها إلى سرورٌ أشخصَهُ عنه مكروهٌ، والسلام). اهـ
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَثَلُ هَذِهِ الدُّنْيَا مَثَلُ ثَوْبٍ شُقَّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَبَقِيَ مُتَعَلِّقًا بِخَيْطٍ فِي آخِرِهِ، فَيُوشِكُ ذَلِكَ الْخَيْطُ أَنْ يَنْقَطِعَ) أخرجه ابن حبَّانَ في الثواب وأبو نُعيمٍ في الحلية والبيهقيُّ في شُعبِ الإيمان من حديث أنس.
واعلَمْ أنَّ شهوات الدُّنيا في القلب لذيذة كشهوات الأطعمة في المعدة، وسيجد العبد عند الموت لشهوات الدُّنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا بلغت في المعدة غايتها.
أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا، وَإِنْ قَزَّحَهُ [أيْ زَادَ عَلَيْهِ التَّابِل] وَمَلَّحَهُ، فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ) ورواه ابن حبَّانَ بسند جيد والبيهقيُّ.
قال الحسن (قد رأيتهم يُطيِّبونَه بالأفاويه والطِّيب ثم يرمونَ به حيث رأيتم).
وكان بشر بن كعب يقول (انطلقوا حتى أريكم الدُّنيا) فيذهب بهم إلى مزبلة، فيقول (انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم).
نسألُ اللهَ العفو والعافية في الدُّنيا والآخرة.