من مواعظ ابن السّمّاك

قالَ أَحَدُ الزُّهاد (1) المَشهورين وهوَ ابنُ السّمّاك رَحِمَه الله (الدّنيا كُلها قَليل والذي بَقيَ مِنها قَليل والذي لكَ مِنَ الباقِي قَليل وَلم يَبقَ من قَليلِكَ إلاّ قَليل وقَد أصبَحتَ في دارِ العَزاء وَغداً تَصير إلى دارِ الجَزاء فاشْتَرِ نَفسَكَ لعلَّكَ تَنجو) وكانَ ابنُ السّماك يَعِظُ هارونَ الرَّشيد (الذي كان مِنَ الصَّالحين وليسَ كما يُقالُ عنهُ) فَيبكي الرَّشيد رَحِمَهُما الله.

وقال رَحِمَه الله (من أذاقته الدُّنيا حلاوتها لميله إليها جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها) (176 – 3 من صفة الصفوة لابن الجوزي).

ورَوَى الحافِظُ ابنُ الجَوزِيّ بِسَنَدِه إلى مُحَمَّد بن السَّمَاك أَنّه قَالَ مَرَرْت بالْمَقَابِر فَإِذا مَكْتُوبٌ علَى قَبْرٍ:

تَمُرُّ أَقَارِبِي جَنَبَاتِ قَبْرِي *** كَأَنَّ أَقَارِبِي لَمْ يَعْرِفُونِي
ذَوُوْ الْمِيرَاثِ يَقْتَسِمُونَ مَالِي *** وَمَا يَأْلُونَ إِنْ جَحَدُوا دُيُونِي
وَقَدْ أَخَذُوا سِهَامَهُمُ وَرَاحُوا *** فَيَا لَلَّهِ أَسْرَعَ مَا نَسُوْنِي

(1) الزاهد القدوة سيد الوعاظ أبو العباس محمد بن صبيح بن السماك توفي 183 هجرية.