أسئلة وأجوبة ضرورية فيما يتعلق بالعقيدة والإيمان (1)
4 نوفمبر 2016من علم الصحابة الترتيب في التلاوة وهل كانوا يُرتّلُون القُرآنَ تَرتيلاً؟
4 نوفمبر 2016متى أنزل القرءان الكريم؟
متى أنزل القرءان الكريم؟
الجواب:
بسم الله وصلى الله على رسول الله وبعد، فإنّ القرآن الكريم أنزلَ ليلةَ أربعٍ وعِشرين مِن اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدُّنيا إلى مكانٍ يُسَمّى بيتَ العِزّة، في السّماء الدّنيا يوجَدُ مَكانٌ يُسمَّى بيتَ العِزّة، القُرآنُ أنزلَه جِبريل إلى ذلكَ المكان كُلّه دَفعَةً واحِدة ثم في صَبِيحَة تلك الليلة، في نَهار تلك الليلة نزَل جبريلُ على رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بخَمس آياتٍ فقَط لا أكثَر وترَك البقيّةَ هناك في المكانِ الذي يُسَمّى بيتَ العِزّة.
وهذه الخَمس آيات هي التي في سورة اقرأ، خمسُ آياتٍ مِن أوّل سورة اقرأ، هذه أنزلها جبريلُ بأمرِ الله على سيّدنا محمَّدٍ وهذا أوّلَ ما بَدأ نزولُ القُرآن على رسولِ الله فكانت ليلةُ القَدر في تلك السّنَة صادَفَت ليلةَ أربَعٍ وعِشرين، لم تُصادف ليلةَ سَبع وعشرين، هذَا معنى قولِ الله تَعالى (إنّا أنزَلْنَاهُ في ليلَةِ القَدْر) معنى الآيةِ أنّ اللهَ تبارك وتَعالى أنزَل القُرآنَ مِن اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدُّنيا دَفعةً واحدة بعدَ ذلكَ جِبريل كانَ يأخُذ مِن القُرآن على حسَب الأمر الرّبّاني، يَأخُذ القَدْر الذي يَأمرُه الله تَعالى بأن يقرأه على سيّدنا محمَّد، مِن بَيتِ العِزّة يَأخذُه ويَنـزل به على الرَّسولِ فيَقرأه عليه، ثم بَعد ذلك أيضًا ثم بَعد ذلكَ أيضًا حتّى تمّ نُزولُه في ظَرف عِشرينَ سَنة وزيادة، بعدَما تَمَّ نزولُه قرأَه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم على الصَّحابة وعَلّمَهُم كيفَ تَرتيبُه، هو رتّبَ لهم بهذا التّرتيب الذي في المصحَف.
جبريل علَّم الرَّسول ثمّ الرَّسولُ علّم الصَّحابةَ على هذَا التّرتيب الذي في المصحَف، بعدَما تمَّ نزولُ القُرآن ما عاشَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إلاّ نَحْوَ ثمانينَ يومًا، لما تمّ نزولُ القُرآن عليه ما عاشَ طَويلا بل تُوُفِّيَ، لكنّهم أي الصَّحابة كانُوا كُلَّما نزَل مِن القُرآن شَىءٌ يَحفَظُونَه ثمّ يَنـزل بَعدَه شَىءٌ فيَحفظوه وهكذا لما تَكامَلَ نزُولُه كانوا حفِظوه، إنّما علَّمَهم الترتيب، أمّا تَنسِيقُه في الكِتابة بأسطُر متَواليَة هذَا بعدَ الرَّسول، كانَ في زمَن الرَّسول قِطَعًا متَفرّقة، كانَ يُكتَبُ في قِطَع متَفرّقَة ويَحْفَظُونَه في أذهَانِهم، الرَّسولُ كانَ بَعدَما يَقرأ عليه جِبريل القُرآن يَقرأه على الصَّحابة ثمّ بَعضُهم يَكتُبه ثم هذَا القَدر الذي نزَل يَحفَظُونَه.
ففي أحكام القرآن للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (المتوفى 543 هـ) سُورَةُ الْقَدْرِ فِيهَا ثَلَاثُ آيَاتٍ، الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر 1) فِيهَا أَرْبَعُ مَسَائِلَ:
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ فِي تَمْيِيزِ الْمُنَزَّلِ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ لِلْمُخَاطَبِينَ بِهِ الْعِلْمُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) وَمِنْهُ كَثِيرٌ فِي الْكِتَابِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهِ (حم) (الدخان 1) (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان 2 – 3).
مَسْأَلَة نُزُول الْقُرْآن فِي لَيْلَة (الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ قَوْلُهُ (فِي لَيْلَةِ) (القدر 1) قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ لَيْلًا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مِنْ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فِي رَمَضَانَ، كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي قَوْلِهِ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة 185)، وَأَنْزَلَهُ مِنْ الشَّهْرِ فِي اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ).