ما حكم الإفطار خطأً اعتماداً على الأذان في إحدى الإذاعات حيث أذن قبل الغروب بربع ساعة فأفطر بعض الناس اعتماداً على ذلك ثم تبين لهم أنهم أفطروا قبل المغرب؟

الجواب وبالله التوفيق:
إن من أفطر ظاناً دخول وقت المغرب عملاً باجتهاد أو تقليداً لخبر عدل فبان خطؤه وجب عليه القضاء لأنه أفطر في نهار رمضان ولا عبرة بالظن البيّن خطؤه والأصل بقاء النهار، فكان عليه أن يتحرى الغروب حتى لا يفطر إلا عن يقين، وأذان الإذاعة لا يفيد العلم اليقيني، إذ العلم اليقيني هنا لا يفيده إلا الخبرُ المتواتر المستند إلى حسٍّ أو مشاهدةٍ أو مشاهدةُ الشخص نفسه.

فقد جاء في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني لشهاب الدين النفراوي الأزهري المالكي (المتوفى 1126 هـ) باب في الصيام، شروط الصوم ((وَ) يَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ صَامَ فَرْضًا أَوْ نَفْلًا أَنْ (يُتِمَّ الصِّيَامَ إلَى) تَحَقُّقِ دُخُولِ (اللَّيْلِ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) (البقرة 187) وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) أَيْ انْقَضَى صَوْمُهُ، وَقَوْلُهُ إلَى تَحَقُّقِ دُخُولِ اللَّيْلِ إشَارَةٌ إلَى خُرُوجِ الْغَايَةِ، وَإِلَى حُرْمَةِ اسْتِعْمَالِ الْمُفْطِرِ عِنْدَ الْغُرُوبِ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ مِنْ غَيْرِ كَفَّارَةٍ إلَّا أَنْ يَتَبَيَّنَ أَكْلَهُ بَعْدَ الْغُرُوبِ فَلَا قَضَاءَ…).

والله تعالى أعلم.