هل يجوز أن توضع شاشات تلفاز في المساجد الكبيرة أثناء خطبة الخطيب يوم الجمعة، تُعرَض فيها كلمات خطبة الجمعة مكتوبة لينظر إليها المصلون بأعينهم أثناء سماعهم للخطبة من الخطيب؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه، أما بعد فالقاعدة الشرعية تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم، وبناء على ذلك فلا مانع شرعي من ذلك سيما إذا دعت الحاجة لذلك، إذ ليس فيه ما يمنع صحة الجمعة ولا ما يشوش على المصلين سماع الخطبة ولا ما ينافي الاستماع والانصات المطلوب، لأنه لا يلزم منه قراءة المصلين للخطبة باللسان وإنما يكتفون بالنظر، بل وهذا يساعد البعض على فهم الخطبة أكثر، سيما وأن صوت الخطيب في المساجد الكبيرة قد لا يصل واضحا لجميع المصلين، كما أنه يوجد في بعض المساجد الكبيرة شاشات التلفاز تنقل صورة وصوت الخطيب أثناء خطبته.

ملاحظة:
ينبغي تنبيه المصلين من عدم قراءتها باللسان، والاكتفاء بالنظر وأما إن كنتم تخشون على العوام أن يقرأوها بألسنتهم أثناء الخطبة فتجنبوا ذلك.

وَلَا خِلاف عندَنَا مَعَاشِر المَالكيّة في حُرمَة الكَلامِ أثناءَ خُطبَة الخَطِيبِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ففي شرح مختصر سيّدي خليل للفقيه الأصولي أبي عبد الله محمد الخراشي المالكي (المتوفى 1101 هـ) باب الوقت المختار، فصل في بيان شروط الجمعة وسننها ومندوباتها ((ص) كَكَلَامٍ فِي خُطْبَتَيْهِ بِقِيَامِهِ وَبَيْنَهُمَا وَلَوْ لِغَيْرِ سَامِعٍ (ش) هَذَا تَشْبِيهٌ فِي التَّحْرِيمِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْكَلَامَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ مُحَرَّمٌ لِوُجُوبِ الْإِنْصَاتِ وَلَا خِلَافَ فِيهِ…) إلخ.