ابن تيمية المجسّم يزعم كذبا وزورا وافتراء أن الرسول رأى ربه بصورة شاب أمرد والعياذ بالله تعالى
3 مايو 2017ابن تيمية المجسّم يخالف الرسول ويقول لم أجد أحدا من الصحابة أنه تأوّل شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات والعياذ بالله تعالى
5 مايو 2017كلام ابن تيمية المجسّم في الاستواء ووثوب الناس عليه (من كتاب دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد)
كلام ابن تيمية المجسّم في الاستواء ووثوب الناس عليه
من كتاب دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد، تصنيف الإمام الفقيه تقي الدين أبي بكر الحصني الشافعي الأشعري الدمشقي (المتوفى سنة 829)
فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن على الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال (واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا) قال فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا ما الدليل على ما صدر منك فقال قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا ما تقول في قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدري ما يقول وكان قد غره بنفسه……..إلى آخر كلام الإمام الفقيه تقي الدين أبي بكر الحصني الشافعي الأشعري الدمشقي.
*** انشر صور الدّليل ***
والصّواب في مسألة الاستواء ما ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه فيما رواه الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات بإسناد جيد كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح من طريق عبد الله بن وهب قال (كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استواؤه؟ قال فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كما وصف نفسه، ولا يقال كيفَ وكَيْفَ عنه مرفوعٌ، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال فأخرج الرجل). اهـ
فقول الإمام مالك (وكيف عنه مرفوع) أي ليس استواؤه على العرش كيفا أي هيئة كاستواء المخلوقين من جلوس ونحوه.
وقوله (أنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه)، وذلك لأن الرجل سأله بقوله كيف استواؤه، ولو كان الذي حصل مجرد سؤال عن معنى هذه الآية مع اعتقاد أنها لا تؤخذ على ظاهرها ما كان اعترض عليه.
قال المحدث الشيخ سلامة القضاعي العزامي (1376هـ) من علماء الأزهر عن قول الإمام مالك لذاك الرجل صاحب بدعة (لأن سؤاله عن كيفية الاستواء يدل على أنه فهم الاستواء على معناه الظاهر الحسي الذي هو من قبيل تمكن جسم على جسم واستقراره عليه، وإنما شك في كيفية هذا الاستقرار فسأل عنها، وهذا هو التشبيه بعينه الذي أشار إليه الإمام بالبدعة). اهـ
وروى الحافظ البيهقي من طريق يحيى بن يحيى قال (كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، فكيف استوى؟ قال فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء، ثم قال الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا، فأمر به أن يخرج). اهـ
قوله (الاستواء غير مجهول) أي أنه معلوم وروده في القرءان، ولا يعني أنه بمعنى الجلوس ولكن كيفية الجلوس مجهولة، كما زعم بعض المجسمة، وقوله (والكيف غير معقول) معناه أن الاستواء بمعنى الكيف أي الهيئة كالجلوس لا يعقل أي لا يقبله العقل، لكونه من صفات الخلق، لأن الجلوس لا يصح إلا من ذي أعضاء أي كأليةٍ وركبةٍ، وتعالى الله عن ذلك، فلا معنى لقول المشبهة الاستواء معلوم والكيفية مجهولة، يقصدون بذلك أن الاستواء الجلوس لكن كيفية جلوسه غير معلومة، لأن الجلوس كيفما كان لا يكون إلا بأعضاء، وهؤلاء يوهمون الناس أن هذا مراد مالك رضي الله عنه، فلا يُغترّ بتمويهاتهم.