السماءُ قِبْلةُ الدعاءِ كالكعبَةِ التي هي قِبْلة الصلاة
3 نوفمبر 2022قَولُ اللهِ تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾
5 نوفمبر 2022عمل المولد وإن حدث بعد السلف الصالح ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين
الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (المتوفى سنة 911 ھ) في كتابه الدر المنثور في التفسير المأثور في تفسير قول الله تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) ناقلًا عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال ما نصه (فَضْلُ اللَّهِ) العِلْمُ، (ورَحْمَتُهُ) مُحَمَّدٌ ﷺ، قالَ اللَّهُ تعالى ﴿وما أرْسَلْناكَ إلا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾.
فتوى شيخ الجامع الأزهر قبل 70 عامًا، فقد ورد سؤال لمجلة لواء الإسلام في عددها الصادر غرة صفر سنة 1369 ھ يقول صاحبه (رأيت جماعة يقولون نحن (جماعة أنصار السنة المحمدية) ويقولون الاحتفال بمولد المصطفى إشراك بالله عز وجل، فنرجو الإفادة.
فجاء في رد شيخ الجامع الأزهر العلامة محمد الخضر حسين ما نصه (إن المولد إذا خلا من المنكرات كان بدعة حسنة بل مطلوبًا بإظهار السرور بمولد رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى ءاله وسلم أما إذا اشتمل على شئ من المنكرات فإن منع المنكرات واجب….أما أن ذلك إشراك، فإن هذا القول من تغالي هذه الطائفة التي تعودت أن تبالغ في كلامها وإرشادها وينبغي نبذهم واتباع العلماء العاملين) انتهى.
تنبيه: إن المصري محمد حامد الفقي أسّس جماعة أسماها أنصار السنة المحمدية وذلك سنة 1345ھ وقد دأبت هذه الجماعة على نشر البدعة الوهابية في الارجاء المصرية فتصدى لها كبار علماء الأزهر وكانت فتوى العلامة محمد الخضر حسين في هذا السياق حيث دعا إلى نبذ هذه الطائفة أي تركها والإعراض عن غُلُوها واتباع العلماء العاملين، فالمطلوب توعية شباب هذه الأمة ليكونوا على دراية بهذه الحقائق، فبذلك يتم صيانة المجتمع وأجياله من تمويه الفاسدين وانحرافهم، عملا بما رواه البيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى متى ترعون عن ذكرِ الفاجر اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس).
الشيخ عيسى بن بكري البيانوني ثم الحلبي دفين البقيع في المدينة المنورة (المتوفى سنة 1362 ھ) في كتابه فتح المجيب في مدح الحبيب قال ما نصه (وكنت ألَّفت جمعية عام 1319 ھ، سميتها جمعية المولد، وكنا نجتمع للمولد في كل ليلة اثنين عند واحد منا، وكنت كتبت أسماء الجماعة مرتبة على حروف الهجاء لأجل ترتيب الدور في المولد، فرأى رجل من الصالحين في النوم (وكان يحضر بعض الليالي معنا) النبي ﷺ، فقال له (أهل جمعية المولد في حمايتي) فلما أصبح جاء إليَّ وطلب مني أن أكتب اسمه في أفراد الجمعية، وداوم على الحضور إلى أن مات رحمه الله تعالى، وكان عدد الجماعة ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وأكثرهم رأى النبي ﷺ في المنام، وكنت معتادًا أن أجمع الناس على قراءة المولد في بيتي ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وعلى قراءة المعراج في ليلة السابع والعشرين من رجب من كل سنة، زيادة على ليلة الاثنين المستمرة، وكنت أصنع في هاتين الليلتين ضيافة، فجاءت ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وأنا ضيق ذات اليد، فاغتممت لذلك، وجئت إلى البيت ضحوة اليوم الحادي عشر من ربيع الأول، فوجدت فيه سمنًا وأرزًا، وأنواعًا أخرى من الطعام، فسألت أهلي من أين هذا؟ قالت هو من عند الله، جاء به فلان، تعني الرجل الصالح الذي رأى النبي ﷺ في المنام يقول له (أهل جمعية المولد تحت حمايتي) فعجبت من ذلك لأنه مُعْسر، فلما رأيته عاتبته على ما فعل، فقال (ما أرسلت شيئا من تلقاء نفسي، وإنما رأيت النبي ﷺ في النوم، فقال أخوك الشيخ عيسى يريد أن يعمل المولد وما عنده شيء، فعاونه فامتثلت أمره ﷺ بما استطعت).
مفتي الديار المصرية وشيخ المالكية في الأزهر الشريف العلامة محمد بن أحمد عليش المالكي (المتوفى سنة 1299 ھ)، في كتابه القول المنجي قال ما نصه (لا زال أهل الإسلام يحتفلون ويهتمون بشهر مولده عليـه الصلاة والسلام ويعملون الولائم ويتصدقـون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم، وأول من أحدث فعل المولد الملك المظفر أبو سعيد صاحب إربل فكان يعمله في ربيع الأول ويحتفل احتفالاً هائلاً، وقد حكى بعض من حضر سماطه في بعض الموالد أنه عدّ فيه خمسة آلاف رأس غنم مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حـلواء وكان شهماً شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية).
المدرس في المسجد الحرام، الشيخ اسحاق بن عقيل عزوز الحسني (المتوفى سنة 1415 للهجرة) في كتابه الاتباع والابتداع قال ما نصه (الاجتماعات والاحتفالات بالذكريات الموسمية والمناسبات الدينية كلها داخل في حيز المطلوب الذي أقر الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم مثله) فكيف ينكر على الأمة الإسلامية إذا احتفلت بيوم من أيام الإسلام أو نبي الإسلام، ويوصف ذلك بأنه بدعة وهو يوم يعتز به المسلمون، وقد أشار الرسول صلى اللّه عليه وسلم إلى ذلك بقوله (ذلك يوم ولدت فيه) كما في صحيح مسلم، فلا ضير أن يتخذ من ليلة ميلاده وليلة إسرائه ومعراجه ليالي من ليالي الخير فيعمل في محبته صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدل على الفرح والسرور) شغل الشيخ إسحاق بن عزوز الحسني منصب وكيل إمارة مكة المكرمة سنة 1380 للهجرة.
مفتي المدينة المنورة الشيخ جعفر بن اسماعيل المدني البرزنجي (المتوفى سنة 1317 ھ) قال في كتابه الكوكب الأنور ما نصه (أصل عمل المولد بدعة حسنة لما اشتملت عليه من الإحسان الكثير للفقراء ومن قراءه القرءان واكثار الذكر والصلاة على النبي واظهار الفرح و السرور به صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك لم يزل أهل الإسلام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم).
الشيخ محمود ياسين الحنفي الدمشقي (المتوفى سنة 1367 هـ) في مقال له في مجلة الهداية الإسلامية قال ما نصه (قال الإمام شهاب الدين أبي شامه في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث (فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها، والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مُبتدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لها ولا يلزم من فعله محذور، ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما كان يُفعل بمدينة إربل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور).
شيخ علماء أندونيسيا العلامة الشيخ محمد هاشم أشعري الجومباني (المتوفى سنة 1366 ھ) مؤسس جمعية نهضة العلماء في كتابه التعليقات الواضحات قال ما نصه (يُؤخذ من كلام العلماء الآتي ذكره أن المولد الذي يستحبه الأئمة هو اجتماعُ الناس وقراءةُ ما تيسَّر من القرآن، ورِواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي ﷺ وما وقع في حَمْلِه ومولده من الإرهاصات وما بعده من سِيَرِه المباركات، ثم يوضع لهم طعام يأكلونه وينصرفون، وإن زادوا على ذلك ضَرْبَ الدًُفوف مع مراعاة الأدب فلا بأس بذلك).
مفتي مكة الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي (المتوفى سنة 1304 ھ) في كتابه الدرر السنية في حكم الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نصه (من تعظيمه صلى الله عليه وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد وإطعام الطعام وغير ذلك من أعمال البر وذلك كله من تعظيمه واعتنى بذلك كثير من العلماء فألفوا في ذلك مصنفات مشحونة بالأدلة والبراهين).
صاحب الهمة في الإحتفاء بسيد الأمة صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الملك المظفر أبو سعيد كوكبري (المتوفى سنة 630 للهجرة) حاكم أربل في العراق أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد له آثار حسنة وقد عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون في دمشق وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان مع ذلك شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه، وقد صنف الشيخ الحافظ الفقيه المالكي أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية.
قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان (حكى لي بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد، أنه عد فيه خمسة آلاف رأس غنم مشوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية، فيخلع عليهم ويطلق لهم ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار وعلى دار الضيافة في كل سنة مائة ألف دينار. وعلى الحرمين والمياه بدرب الحجاز ثلاثين ألف دينار سوى صدقات السر وكانت وفاته بقلعة إربل رحمه اللَّه تعالى).
قالت زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب وكان قد زوجه إياها أخوها صلاح الدين، لما كان معه على عكا قالت كان قميصه لا يساوي خمسة دراهم فعاتبته بذلك فقال البس ثوبا بخمسة وأتصدق بالباقي خير من أن البس ثوبا مثمنا وأدع الفقير المسكين) منقول مختصرا من كتاب البداية والنهاية لابن كثير.
السيد علوى المالكي المدرس في المسجد الحرام (المتوفى سنة 1391 هـ)
قال في مجموع فتاويه ورسائله ما نصه (يحتوي المولد على ثلاثة أشياء أولاً أنه يحتوي على ذكر اسمه عليه الصلاة والسلام ونسبه وكيفية ولادته وما وقع فيها من الآيات وكيفية نشأته وما وقع له من الرحلة للتجارة الإرهاصات الغريبة والأحوال العجيبة وذكر مبدإ بعثته وما لاقاه من الأذى والمحنة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ القرءان وذكر هجرته وما وقع له من الغزوات والمواقف والأحوال وذكر وفاته وهل يشك الناظر في ذلك أن سيرة سيد الخلق وسيلة لكمال محبته وواسطة لتمام معرفته، الثاني أن المولد سبب للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب منا بقوله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)) سورة الأحزاب، وكم للصلاة عليه من فوائد، الثالث أنه يحتوي على ذكر أخلاقه الشريفة وسنته الجليلة وآدابه التي أدّبه بها ربه تبارك وتعالى وفي ذلك حث على متابعته وحض على آثاره والسير على منهجه والتأسي بآدابه هذا وقد اكتسب العلماء الدعاة إلى الله تعالى في البلاد الحضرمية فرصة اجتماع العامة في مجلس المولد الشريف فقاموا بمذاكرتهم وجعلوا ذلك وسيلة لإرشادهم وفي ذلك نفع عميم وإرشاد للصراط المستقيم).
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقًا بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد الخزرجي (المتوفى سنة ١٤٢٧ للهجرة) في كتابه الفتاوى الخزرجية قال ما نصه (أجمع العلماء على قراءة مولد النبي ﷺ في شهر ربيع الأول إحياءً لهذه الذكرى وقراءة لسيرته شُكرا وإطعام الطعام للفقراء والمساكين، واكرام أهل العلم ووجوه المسلمين، وتكرار الصلاة والسلام عليه بشوق وأدب، وتخيل مقامه الأعلى في أوقات الاحتفال والقُرب).
الحافظ محمد عبد الحي الكتاني المغربي (توفي سنة 1382 هـ) ألف كتابا سماه التآليف المولدية ذكر فيه 125 مؤلفا يعنى في بيان قصة المولد النبوي الشريف مع عدم ادعائه أنه أحاط بكل الموالد حصرا وجمعا فإنه يقول في مقدمة الكتاب (إن الرجل لو جال وأطال الترحال وكشف عن ساعده تنقيبا وبحثا في خزائن الأرض طولها وعرضها لم يجد في البشر على اختلاف وجوه العظمة والإكبار من تتبع الناس منه وقائع الميلاد وحوادث الوفاة وشتى الحركات والسكنات وأحوال الإقامة والتنقلات وأطوار الغضب والرضا ودقائق السلم والحرب والعطاء والمنع والتحريم والتحليل غير فرد واحد في العالم الإنساني هو نبي المرسلين ورسول رب العالمين عليه أفضل صلوات الله وأزكى تحياته بحيث لو قدر لدولة عظيمة من الدول الأرضية أن تجتهد في جمع كل ما كتب عنه عليه السلام لجمعت من ذلك خاصة مكتبة عظيمة لا تقتصر عن أعظم مكتبات العالم، أقول هذا بعد العلم بما ضاع وأضاعه أهله وأحرقه أعداؤه من كتب هذا الشأن في وقعة التتار واستيلاء الأسبان على الأندلس).
المدرس في المسجد الحرام من نحو خمسين سنة، العلامة الشيخ محمد العربي التباني المالكي (المتوفى سنة 1390 للهجرة) في كتابه براءة الاشعريين قال مانصه (عمل المولد وإن حدث بعد السلف الصالح ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين فلا يقول من له مسكة من عقل ودين بأنه مذموم).
المفتي والمدرس بناحية بَحْركة التابعة لمحافظة أربيل أقليم كردستان العراق الشيخ طيب مُلا عبد الله البَحْركِىّ الكُردِىّ، في كتابه حُجج المتقين فِى بعض المسائل من فروع الدين قال ما نصه (إنّ البدعة نوعان نوعٌ سمّاها المصطفى ﷺ صريحًا ببدعة ضلالة، والنوع الآخر سمّاها رسول الله ﷺ أيضًا بدعة حسنة ولكن إشارةً وضمنًا فِى حديث (مَنْ سَنَّ فى الإسلامَ سُنَّةً حسنةً) وصرّح بتسميتها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى قوله (نعْمَت البدعةُ هذه)، وهذه هى بدعة هدى وبدعة حسنة وهِىَ الجارية على ألسنة الفقهاء الكرام فى مواضع عديدة فى كتب الفقه، قال الشيخ محيى الدين الإمامُ النووىُّ رحمه الله فى كتابه تهذيب الأسماء واللغات (البدعة فى الشرع هى إحداث ما لم يكن فى عهد رسول الله ﷺ وهى منقسمة إلى حسنةٍ وقبيحةٍ) ثم ختم قائلا فمن لم يُقَسّم البدعة إلى هذين القسمين وجعلها قسمًا واحدًا واعتبرها ضلالة مطلقًا فهو مخالفٌ لِنَصِّ حَدِيثَىْ رسولِ الله ﷺ وأثرِ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ومخالفتُهُ ليست قاصرةً على نفسه فقط بل يتعرَّض لما يفعله الناس من عباداتهم وصدقاتهم وأذكارهم وأقوالهم وأفعالهم الخيريّة النافعة للفقراء ويوسوس فى صدور المسلمين حتى يتركوا ما تعوّدوا عليه من المحاسن السابقة التى ورثوها من العلماء الصلحاء، ويَعتبر هذا التخريبَ دفاعًا عن سُنّة المصطفى ﷺ مع أن هذا إضعافٌ لدين الإسلام وتشويش على المسلمين فى عباداتهم وهدمٌ لمعتقداتهم الدينيّة، فهذه نتيجة ظهور هذه الآراء الباطلة التى أُسست بالأصل لهدم الدين الحنيف، وتأثيرُ هذه الشرذمة المتمسكة بهذا الطريق الباطل أشدُّ على دين الإسلام من ضرر الأحزاب الأخرى، حيث إنها تتحرَّكُ باسم الدين، وتقع فتنتهم فى المساجد، فنرجو من الله تعالى أن يصلحَ أفكار هؤلاء، ويُلْقِىَ فِى قلوبهم التوبة الصادقة ويقبلها منهم.